-رحمه الله- في طبقات الشافعية تفصيل مراحل تصنيف هذا الكتاب فابن قاضي شهبة يقول:
"وكتب "ذيلًا" على "تاريخ ابن كثير" وغيره، بدأ فيه من سنة إحدى وأربعين يذكر فيه حوادث الشهر، ثم من توفي فيه، وهو مفيد جدًا، كتب منه ست سنين، ثم بدأ من سنة تسع وستين فكتب إلى قُبيل وفاته بيسير، وكان قد أوصاني بتكميل الخرم المذكور فأكملته".
ثم إن محققا كتاب "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي الأستاذين الفاضلين عبد القادر ومحمود الأرناؤوط يعلّقان في الحاشية ٩/ ١٧٤ على العلاقة بين الكتابين "البداية والنهاية" و"تاريخ ابن حجي"، جاء فيها:
"الذي ترجّح عندي بأن الحافظ ابن كثير قد توقف في "تاريخه" أول الأمر سنة (٧٣٨ هـ)، ثم تابع التأريخ إلى سنة (٧٧٤ هـ) ويشهد لذلك كلام الحافظ ابن حجر في أول كتابه "إنباء الغمر" (١/ ٤) حيث يقول: ... وهذا الكتاب يحسن من حيث الحوادث أن يكون ذيلًا على ذيل التاريخ للحافظ عماد الدِّين ابن كثير فإنه انتهى في "تاريخه" إلى هذه السنة. وما كتبه الحافظ السخاوي في أوائل سنة (٧٧٤) حيث قال: وفي أثناء شعبانها انتهى "تاريخ العماد ابن كثير" وكان حين ضرره وضعفه يملي فيه على ولده عبد الرحمن. ويبدو بأن النسخة التي كانت محفوظة في المكتبة الأحمدية بحلب من "البداية والنهاية" والتي اعتمدناها كنسخة أولى في تحقيقنا للكتاب مع طائفة من الأساتذة المحققين في طبعته التي ستصدر عن دار ابن كثير هي نسخة نسخت عن النسخة الأولى المشار إليها، ثم نسخ عن النسخة التامة نسخ أخرى، فقد ثبت بما لا يدع مجالًا للشك بأن الحافظ السخاوي قد نقل عن "البداية والنهاية" في كتابه "الذيل التام على دول الإسلام" الذي يقوم بتحقيقه صاحبي الفاضل الأستاذ حسن إسماعيل مروة، وأقوم بمراجعته، وقد أنجزنا منه المجلد الأول وهو تحت الطبع الآن، ومعلوم بأن كتاب السخاوي يبدأ بحوادث سنة (٧٤٥ هـ). وأما ما كتبه ابن حجي، وابن قاضي شهبة من التذييل على "البداية والنهاية" فإنما كان على النسخة الأولى