بالمدرسة البهنسية، وكان بيدي نظرها فتركتها له من مدة وحضر عنده القاضي علاء الدين والمالكي المعزول وطائفة من الفقهاء.
ويوم الاثنين سادس عشره أول بونه وفي أيامٍ منه (٥) يبدأ النيل في الزيادة، وتأخذ مياه بقية الأنهار في التقصار.
ويوم الأحد ثاني عشريه أول حزيران، وفيه قرأت كتابًا مؤرخًا بحادي عشر شوال فيه ذكر الغلاء بالديار المصرية والأسعار، مما يذكر فيه قال القمح، الشعير، الخبز بالرطل المصري، اللبن، السكر المكرر، العطارة، القنطار المصري، الأرز القدح، الفول المصلوق، الحمص، التين الحمل، الماء الراوية، الدقيق البطة، الذهب كان وصل المثقال إلى ثمانية وتسعين والأفلوري بثمانية وسبعين ثم نودي على المثقال بستين.
وفيه الأخبار بكثرة الوباء وأن ابن غراب يكفن كل يوم نحو مائتين ويكسو نحو خمسين وستين قمصان جددًا ويذبُح كل يوم بقرة ويطبخ ويفرق مع ألف وخمسمائة رغيف وأنه فعل ذلك من أول رجب إلى يوم تاريخه.
وأخبرني حامل الكتاب صاحبنا الشيخ صديق أن جماعة من الأمراء كانوا يكفنون الموتى ثم تركوا لما طال ذلك بهم إلا ابن غراب، فقال: لا أترك ذلك ولو نفد مالي وكل شيء اتصرف فيه.
ثم ورد كتاب مؤرخ بعده بانحطاط ذلك وأن الأردب بلغ ..... ونحو ذلك.
ويوم الاثنين سادس عشره دخل النائب من المرج إلى البلد بعد إقامته هناك ثلاثة وعشرين يومًا.
وليلة الأربعاء ثامن عشره نقب حبس الخيالة بالقلعة وهرب من فيه من المسجونين سوى واحد ضخم، وكانوا قد قطعوا الطريق على تاجر يقال له ابن المغربل واغتالوه وقتلوه ومن معه وأخذوا المال، وهم من بلاد مصر جاءوا في شغل لابن البقري فصادفوا هؤلاء ففعلوا ما فعلوا وجاءوا إلى دمشق فباعوا بعض ما معهم من الثياب المصرية ثم رجعوا إلى نابلس ففطن