للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحضر بيت الخطابة قبل الصلاة فجاء ابن باشي فمنع من الدخول إليه فرجع ولم يصل بالجامع وأخذ يسفه على ما بلغني وقال أشياء نسأل الله صلاح أحوال المسلمين، ثم أخبرني القاضي شهاب الدين أنه أعطاه تدريس الدولعية وكان هو قد أخذ به توقيعاً من قريب من هذا النائب وكان بيد ابن الأخنائي ثم استمر القاضي شهاب الدين يخطب إلى آخر الشهر.

ويوم الأحد ثامنه وهو أول تشرين الثاني وقع مطر ومعه رعد يسير ثم كثر ليلة الاثنين ووقع يومه يسيراً وهو أول المطر الوسمي وكان وقع مطر قبل في هذا الشهر الماضي كما تقدم.

ويوم الاثنين تاسعه أخبر مُخبر عن كاشف الرملة لمجيء كتاب إليه من نائب غزة يخبر بأن طائفة من المماليك السلطانية قاموا وخبطوا فأذن السلطان في قتالهم فغُلبوا وقُبض عليهم، ثم تحررت القضية أنهم ركبوا تحت القلعة وقالوا: أين أستاذنا؟ يعنون الناصر وتكرر ذلك منهم مراراً في العشر الأوسط من ربيع الآخر ..... ثم كبسوا بعد ذلك فركب عليهم جركس المصارع وطائفة من الأمراء وتوجهوا إلى قبة النصر فكسروهم كسرة فاحشة وقبض على جماعة منهم وبقي .....

ويوم الجمعة ثالث عشره ورد كتاب نائب طرابلس يلتمس مصالحة الأمير شيخ فأرسل إليه الجواب وكان الأمير جكم قد تهيأ للتوجه إليها فتأخر بسبب ذلك، وصح وصول الأمير نوروز بمن معه من خواصه إلى بحيرة حمص ونزولهم عليها. وقيل أنهم قليلون جداً فلما كان يوم الثلاثاء سابع عشره ركب الأمير جكم وجماعته الفرسان والرجالة متوجهين إلى ناحية حمص وذلك في أول النهار ثم تلاه الأمير شيخ بجماعته متوجهين كلهم قاصدين الأمير نوروز وتلاحقوا ولم يبق إلا بشلاق الذي جعل حاجب الحجاب فوصلوا إلى قارا وأرسلوا شاهين الدوادار في نحو مائتي فارس إلى حمص فبلغ الأمير نوروز الخبر ؤضوجه عشية الأربعاء إلى حماة ووصل شاهين ليلاً وأستاذه وجكم عند طاشع الشمس يلتمسون غرة نوروز فوجدوه قد توجه إلى حماة فنزلوا حمص وكتب بذلك إلى دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>