بأنّا لم ندر بولاية الأمير جكم حلب ونحو هذا الكلام وآخر الأمر أنهم خرجوا من حلب إلى ناحية البيرة ودخل هؤلاء واستقر جكم بحلب وأخذ الأمير شيخ في الرجوع إلى الشام وجاء الخبر بغتةً يوم الأحد تاسع عشره بوصول نائب الشام والعسكر إلى عذرا قافلين من سفرهم فأخذ الناس في التوجه لملاقاتهم على أن يدخل من الغد فلما كان بكرة الاثنين العشرين منه دخل النائب المقر السيفي شيخ ومن معه لابساً خلعة النيابة وإلى جانبه مسفره مخلوعاً عليه على العادة فنزلى بداره السعادة وقرئ تقليده بدار العدل قرأه كاتب السر وهو مؤرخ بثامن جمادى الآخر بعد استقرار السلطان الناصر بيومين، وسلمت عليه يومئذ بعد العصر وكان راتب الخليل - عليه الصلاة والسلام - قد قطع من مدة فرسم بمائة غرارة تحمل إليه ما بين قمح وشعير ..... يطبخ فيه حشيشه ويخبز خبزه إلى آخر العام إلى مجيء المغل، ورسم بإطلاق بعض المسجونين بقلعة الصبيبة، وتوجه إلى مصر الأمير منكلي بغا الحاجب بالديار المصرية الذي كان توجه في رمضان من العام الماضي صحبة مسعود رسولاً إلى تمرلنك وصحبته الزرافة ورجع في هذا الشهر، وكان الوزير قد استولى على مال له كثير كان أرسله في العام الأول عند قدوم الأمراء فلم يقدر على استرجاعه.
ويوم الاثنين المذكور وقع مطر متواتر كثير وليلة الثلاثاء وأصبحت الجبال مثلوجة.
ويوم الجمعة رابع عشريه وصل الأمير سودون الطريف ودمرداش الذي كان حاجباً وتنكز بغا الذي كان نائب بعلبك من قلعة الصبيبة وكان نائب الشام قد رسم بإطلاقهم.
ويومئذ ظهر طغري برمش بعد اختفائه وتولى الاستاددارية وخلع عليه بعد العصر وسلم إليه سليمان ثم بلغني أنه أطلق بعد جمعة.
وفي أواخره وصلت الأخبار بقدوم الأمراء نوروز وعلان ومن معهما إلى حلب بعد مكاتبتهم جكم في ذلك وأذنه وجاء كتاب جكم إلى النائب بذلك فوافق.