الدين عمر ابن الهدباني حاجب الحجاب زائرًا وعائدًا وأخبرني أن الأمراء والعساكر كلها توجهوا إلى جهة الأمير جكم ولم يبق بحلب إلا السلطان بالقلعة وحاشيته وأمير آخر سماه لي.
ويوم الاثنين تاسع عشره أول تشرين الثاني، ووقع ليلتئذ ويومه مطر كثير جدًا ولم يزل المطر من نصف تشرين الأول متواترًا إلى آخره ولله الحمد، لكن الزراعة في البلاد قليلة لما وقع من خراب البلاد بالظلم.
وفيه طُلب قضاة طرابلس فحضروا إلى بين يدي السلطان إلى حلب فأخذ منهم مال ورجعوا إلى بلدهم، وفعل بقضاة حلب كذلك، وتزوج السلطان ببنت نائب قلعة حلب شاهين السلاوي.
ويوم الأحد خامس عشريه وصل توقيع القاضي صدر الدين ابن الأدمي بقضاء الحنفية وقرئ من الغد بالجامع بعد ما لبس الخلعة وكان ابن الجواشني قد سافر إلى حلب وسعى لما بلغه موت ابن الكفري فرجع بخفي حنين.
ويوم الثلاثاء سابع عشريه وصل كتاب السلطان إلى نائب الغيبة باستمرار الأخ في قضاء الشام وأن يلبسه خلعة الاستمرار وكان السبب في ذلك أنه بلغنا إن تم من يدعي أنه ولي يظهر ذلك كأنه يسير إلى ابن الحسباني.
ويومئذ قدم الطواشي شاهين الحسني من حلب ومعه حريم السلطان سبق بهم، ووصل تولية ابن أبي شاكر الوزارة وكان مختفيًا بعد قدوم السلطان بأيام ثم اختفى إلى هذا الحين فظهر هذه الأيام وباشر.