ويومئذ أو ليلته وصل توقيع ولد شرف الدين أحمد بن رجب الزهري بقضاء طرابلس عوضاً عن ابن زيد وكان ولي أيام السلطان وباشر دون شهر فعزل بابن زيد المذكرر قاضي بعلبك فسعى عليه وأُعيد.
ويوم الخميس ثالث عشره نودي بخروج الجند وغيرهم إلى ناحية العسكر لقصد ابن بشاره وداروا على الحارات والنواحي وجبوا ذهباً ثم لم يقع خروج.
ويوم الأربعاء تاسع عشريه تُطلب الدرس بالشامية الجوانية لقرب رجب وانتهت إلى حد تفسير جزء الماء المطلق وما يتعلق به، وكنت في العام الماضي درست في مقدمات الفقه وترتيب الأبواب ومناسبات ذلك باباً بعد باب وفي هذا العام ابتدأت من كتاب الطهارة، وفي هذا اليوم ورد من جهة النائب كتاب بالقبض على الاستاددار علم الدين سليمان ابن الجابي وتسليمه إلى الاستاددار غرز الدين خليل الذي كان استادداراً قبله وسلم إليه وكان يحب المصادرة وقبض على طائفة من ذويه كابنه وأخيه.
ويومئذ حصل تفويض من القاضي شمس الدين الأخنائي لي بسدس تدريس العزيزية وكنت قديماً فوضت إليه الثلث، وكان ابن خطيب الحديثية سنة ثلاث فوض إليّ الثلثين وهو جميع ما كان في يده وكان للقاضي علاء الدين الثلث فلما فوض إليّ الثلثين فوضت نصفهما وهو الثلث للقاضي الأخنائي وجرت أمور طويلة اقتضى الأمر الآن تفويض السدس وهو نصف ما فوضته إليه إليّ وولايتي سدساً آخر تكمله الثلث وشهد بذلك ابن الحسباني وغيره وحكم فيه القاضي ابن الرمثاوي.
وفي آخره وصل رسل من جهة ابن قرايلوك التركماني وهو الذي قتل جكم في حربه.
وفي آخره أو أول رجب وصل اليمني المغني من بلاد العجم وكان أُسر في نوبة تمر.