القاضي ابن القطب الحنفي وذلك قبل الوقعة، ثم بعد ما وصل ابن القطب من القاهرة متولياً قضاء الحنفية وكان من جملة وقفه حصة بحمام البجاس شرقي الصالحية فوجد تلك المحلة قد خربت وسلمت القدور فبيعت بقيمتها تلك الأيام وكانت بخسة، ثم إن ابن عباس لما ولي قضاء الشافعية فوض نظره إلى أحمد الحنبلي وعزل ابن القطب وصاروا يطعنون على علي ابن القطب بيع القدور، ثم آل النظر إلى غيره وصار لعبد الله المجادلي كلام وكان يشغب على ابن القطب ويشنع ويؤذي كدأبه مع غيره فاتفق أن عقد مجلس في غيبة النائب عند نائب الغيبة فساعد الحنبلي على الحنفي وقضى عليه بتغريمه القدور وإلزامه غلتها، واستفتى عليه بما يخالف حكمه ورسم على ولد ابن القطب ووقع خبط ثم عقد مجلس في هذا اليوم فبدأ من المجادلي كلام يوجب التغريم، ثم أن النائب قال أنه بلغه ..... وثناء الناس السيء عليه فضرب بين يدي النائب بأمره بالسياط ضرباً مبرحاً وشمت به الناس وفرحوا بضربة فإنه ..... وشَفع فيه القضاة فلم يُقبل ثم شُفع فيه في آخر الضرب فأرسله.
ونقلت الشمس إلى برج الدلو في أوائل الساعة التاسعة من ليلة الخميس ثالث عشره وثاني عشر كانون الثاني وسادس عشر طوبة.
ويوم الجمعة رابع عشره توجه دوادار النائب أزبك في طائفة إلى غزة ليتسلموا يشبك الموساوي الذي أرسله السلطان نائباً إلى الكرك ولم يمكن من القلعة فجمع عرب جرم مع أميرهم عمر بن فضل وطائفة على قصد أخذ غزة والقبض على نائبها وهي بيد سلامش، فيقال أن عمر بن فضل أرسل إلى سلامش يخبره بذلك وجاءوا وقد استعد لهم نائب غزة ومن معه فوقع بينهم مقتلة اقتضى الحال فيها القبض على الموساوي وكان سودون المحمدي الذي أرسل إلى نيابتها من هنا بالرملة لم يصل إليها فأرسل سلامش إلى النائب يخبره بذلك وسأله أن يرسل من يتسلمه فأرسل هؤلاء.
ويوم السبت ثاني عشريه أعيد ابن أبي شاكر إلى الوزارة ورسم على عبد الرحمن ابن الشهيد وطلب منه مال.