وتوجه كثير من الشاميين صحبة المصريين وتوجه الجمهور على الدرب الشامي وجعل أميرهم أمير الركب الحلبي، ثم ورد من الغد كتب الشاميين وأخبروا فيها بما قاسوا من الشدة من الغلاء المفرط وموت الجمال ولم يجدوا بالأخضر ماءً في الذهاب فأعطى التجار للعرب ماؤها في الرجعة ..... على حسب عادة الحاج.
وصبيحة يوم الخميس تاسع عشره ضربت البشائر على القلعة قيل لإزالة الصفدين بكتمر شلق وأصحابه عن الجاعونة وظهورهم عليها ثم ضربوها من الغد.
وفي هذه الأيام عزل الاستاددار ابن الموصلي من الحسبة وأعطاها للمصري الذي كان وليها قبل وقعة تمر وكان له في أيام تمر ذكر سيئ فباشرها أياماً ثم تركها وأعيد ابن الموصلي بعد ما صودر.
ويوم الثلاثاء رابع عشريه وصل الحجاج الشاميون الذين قدموا على درب غزة بعد ما زاروا الخليل والقدس وسببه سرعتهم في الوصول أن الركب المصري لم يتوجه إلى المدينة المنورة على العادة بل خرجوا من بدر إلى الينبع فنقص عليهم في المسافة ثمانية أيام.
ومن الغد يوم الأربعاء وصل بقية الحاج مع الركب الشامي وكتب إليّ القاضي تقي الدين الفاسي أن الحجاج كانوا في هذا العام كثيرين جداً إلى الغاية براً وبحراً وأن الشامي والعراقي دخل في يوم واحد وهو الخامس من ذي الحجة ووصل جماعة من الهند في البحر، قال: ووصل معهم من صاحب ..... خيمة حمراء لتضلل الناس في المطاف فنصب بعضها في المسجد وأُخّر نصبها إلى استئذان صاحب مصر وجاءوا صحبتهم هدايا لأرباب الوظائف في الحرم وأرسل صاحب بنجالة لصاحب مكة أكثر من شاش ولأهل الحرمين أربعة آلاف شاش فغرق ما خصهم وأخذ رُبعه وبيع بثمن بخس لفساده بالغرق، وأما الأعراب فقل من حج منهم لوقوع فتنة بينهم فغلا بذلك القمح والشعير والعسل والعجوه.