كان الناس محتاجين إليه، وليلة الثلاثاء تاسع عشره وخامس شباط وقع الثلج على جبال البلد وثارت ريح شديدة ليليئذ ويومئذ شديدة البرد.
وليلة الحادي والعشرين ذهب النائب إلى الجامع حافياً متواضعاً باكياً وتصدق بأقراص محشوة وغير محشوة على العوام والفقراء وطلب المسجونين فوفى عن المعسرين.
وفي صبيحة يومئذ وصل يشبك الموساوي بعد قفوله من حماة وحلب وطرابلس فأقام يومين وتوجه إلى مصر.
وليلة الأحد رابع عشريه نقلت الشمس إلى برج الحوت في عاشر شباط وسادس عشر أمشير.
ويوم الاثنين خامس عشريه ختم البخاري بدار السعادة وأنشد تقي الدين أبو بكر بن حجة قصيداَ في النائب بعد ما مدح بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعرض لذكر البخاري وهي بديعة حسنة ثم ختم يوم الجمعة بعد الصلاة تاسع عشريه على المسندة المفتية عائشة بنت محمد بن عبد الهادي بالمصلى وكان قرئ عليها في مسجد الشيخ أبي بكر الموصلي وكان الختم خارج المسجد وحضر خلق كثير لا يحصون عدداً وقرئ عليها جزء أبي الجهم عقبه.
وفي العشر الآخر منه استناب القاضي في الحكم القاضي شمس الدين الكفيري والقاضي تقي الدين الكوبياني والقاضي بدر الدين بن قاضي أذرعات والقاضي محيي الدين المصري وإنما كان استناب قبيل ذلك القاضي تاج الدين بن الزهري والقاضي شهاب الدين بن نشوان والقاضي شهاب الدين المقري والقاضي شرف الدين الرمثاوي، ثم بلغني أنه استناب القاضي شهاب الدين بن السلاوي.
وفي آخره اخرجت فلوس جدد كل ثمن سليم وكان لهم مدة سنين يتعاملون بها وزناً ..... آخر وقت كل رطل ..... فصارت بإثنى عشر كل فلس وزنه نحو درهم.