ويوم الاثنين رابع عشره خرج النائب إلى الجهة القبلية ونزل بقبة يلبغا بعد ما طقب أطلابه وأطلق يشبك العثماني وكان هو الذي سجنه وظهر المشطوب بعد اختفائه يقال أنه جاءه أمان من السلطان ووصل بعد خروج النائب قرقماس بن أخي دمرداش وهو نائب صفد متوجهاً إلى حلب بطلب من عمه نائبها فقيل أن نائب الشام أرسل إليه يطلبه فتوجه ليلة السبت تامحع عشره.
ويوم الاثنين المذكور وصل البصروي الذي كان يحكم بحمص وحضر بدمشق فعزره القاضي وأشهره لحكمه بغير ولاية كما قدمنا ثم سجنه بالقلعة إلى أن أُخرج بعد مدة فتوجه إلى حمص وبها ابن ياسي كان ولاه القاضي ابن الأخنائي إياها بغير رضى منه فما وصل حتى عزل القاضي فاستمر ابن ياسي يحكم بلا ولاية إلى هذا التاريخ فلم يفجأه إلا البصروي قد جاء وادعى أنه ولي من جهة نائب الشام وأرسل يطلب الشهود للخروج إلى لقيه فخرجوا إليه والحاجب وهو مباطنه على معاملته القبيحة على ما حكاه لي والد أبي العباس وغيره ودخل ..... ابن ياسي وسلم إليه الأمر، فلما كان آخر النهار أرسل إليه ابن ياسي أنه يقصد قربه له بما يحتاجه وسأل أن يكون هو وإياه متفقين ويباشر عنه فتوجه وصار يرسل إليه يطلب منه كل ما يحتاج إليه وكان ابن ياسي قد أرسل قاصداً له إلى النائب يكشف القضية في الجواب بما يدل على أن هذا الذي قاله البصروي كذب وأرسل من يقبض عليه ..... فقال لي والد أبي العباس أنهم قصدوه وقبضوا عليه ووضعوا في عنقه الغل ثم أن القاضي واطأ على إطلاقه وكانت القرية التي هو منها من معاملة طرابلس وهو قصد بذلك إلا يكون من معاملة الشام فهرب إلى طرابلس وهو مجمع على حبسه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي هذه الأيام وصل كتاب السلطان بأن لا يولى القضاء بالبلاد المضافة إلى الشام إلا قاضي واحد شافعي يوليه قاضي الشام .... البريدي في طريقه قضاة القدس والرملة وكالوا جددوا فيها أربعة.
وفي يوم السبت سابع عشريه قبل العصر وقع مطر كثير واستمر متواتراً