وقيل أن الأمير نوروز امتنع من المصالحة وحصّن حماة فلما كان يوم الثلاثاء حادي عشره ضربت البشائر ومن الغد وزعموا أن ذلك بسبب الصلح بين الطائفتين وبكرة يوم الخميس ثم ضربوا في أثناء النهار عن خبر آخر وبعد العصر وبكرة الغد ثم ضربت بعد صلاة الجمعة والذي تحرر أن الأمير شيخاً توجه إلى حماة وحصر الأمير نوروز لأنه راسله في أن يتفقا ويتحالفا فأبى نوروز إلا طاعة السلطان ومماليك السلطان الذين كانوا كلهم مع نوروز وصاروا حزب شيخ لما هرب نوروز إلى تلك البلاد وكان يظن بهم أو ببعضهم أنهم يذهبون إليه ثبتوا مع الأمير شيخ وخلعوا طاعة نوروز مع تعظيمهم له لأن هواهم في المخالفة خوفاً من الطائع يحملهم إلى السلطان واشتد الحصار وقتل جماعة.
وقيل لي أن الحسفاوي معه توقيع بقضاء طرابلس فخفاه وذهب يسعى من عند شيخ فتولى ظاهراً عنه.
وفيه في العشر الأول منه ظناً وصل شرف الدين يعقوب ابن التباني إلى دمشق هرب من القاهرة بعد وصول السلطان لما طُلب بسبب أخيه شمس الدين محمد وانتمائه إلى الأمير شيخ وبسبب هذا إلى أنه كان يطالع أخاه بالأخبار ليوصلها إلى الأمير شيخ فاختفى ثم هرب على غير الطريق ومعه أهله.
وجاء الخبر بأن سودون الجلب خامر على شيخ وصار مع نوروز ثم جاء الخبر كذلك عن تمراز الذي كان قد أعطاه السلطان إقطاع رأس الميمنة بالشام وهو أعور، وجاء أيضاً عن تمربغا المشطوب وغيرهم.
وجاء في خامسه أبو سوسة التركماني من صفد فكبس الحولة وكان شيخ جعل بها كاشفاً لأجل الأرز ومنع نائب الصبيبة منه فلما وصل أبو سوسة هربوا إلى دمشق.
وقد تقلصت الأمطار فلم يقع بدمشق ولا حولها من تشرين الثاني مطر وغاب الوسمي بهذه الأرض وأما حوران وتلك النواحي فقيل وقع هناك مطر والله تعالى يلطف بالمسلمين فقد ظهر عليهم الضرر.