ويوم الاثنين نصفه ضرب القاضي الأخنائي عبد الله المجادلي ضرباً مبرحاً على رجليه بالعصى وبين كتفيه بالدرة ثم أودعه السجن وهذا الرجل كثير النميمة والكذب وإلقاء الفتن بين الناس كأنما يتعبد بذلك وكان منسوباً إلى هذا القاضي ومن حاشيته والناس يلومونه ويقعون فيه بسببه فتبرأ منه بهذا الفعل، وبعد يوم ضرب بالدرة آخر يقال له السراج الحلبي وكان أيضاً يصحب القاضي وهو ..... المجادلي فيما يتعلق بالنميمة وإفساد ما بين الناس.
ويوم الخميس خامس عشرينه وصل كتاب السلطان يتضمن أن شيخاً ونوروز تبدد شملهما وأن السلطان يشتى بالشام، وأن يؤخذ من البساتين نصف القدر الذي أخذه المذكوران، هذا وأهل الأراضي إلى الآن يؤخذ منهم الشعير الذي يزرع لأجل ..... وقد جاء في كتاب السلطان ما يدل على الوصاة بهم وأن لا يجحفُ ونحو ذلك، والكتاب مؤرخ بخامس الشهر من بلستين.
ثم وصل يوم الثلاثاء آخره محمد التركماني متولياً نيابة الكرك وأخبر بأنه فارق السلطان من بلستين وهو عازم على الرجوع وذكر أنه في أثناء الطريق أدركه ثقل السلطان وأنه قيل أن السلطان أخذ في الرجوع على طريق قلعة الروم قاصداً حلب فضربت البشائر لذلك.
وفيه كتب توقيع الحلبي قاضي غزة بخطابة القدس ووصل إليه في آخره أو أول الذي بعده على ما أخبرني بعض الحجازيين أنه شاهد ذلك فهذه مدة تسعة أشهر أو عشرة ولى الخطابة فيها خمسة أنفس أحدهم مرتين ولو أضيف الباعوني إليهم على ما قيل صاروا ستة وهذا بشأن المناصب الكبار إذا وليها غير أهلها نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين.
وفيه وفاة سلطان العراق أحمد (١) بن أويس.
(١) إنباء الغمر ٦/ ٢٣٨، الضوء اللامع ١/ ٢٤٤، النجوم الزاهرة ١٣/ ١٣٢، شذرات الذهب ٩/ ١٥٠.