للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبقى أحد إلا لبس أداة الحرب ووقف على باب النصر يوم الجمعة، وأُخذت حمير الناس في هذه المدة الماضية وجمعت بخان دار المطعم وخبأ الناس حميرهم وتتبعهم المناحيس يكبسون الاصطبلات والبيوت والبساتين يأخذونها وحصل الضرر بذلك على جميع المسلمين فإن الجلب انقطع من جميع الأشياء وغلت الأسعار بسبب ذلك من أهل المعايش من الحطابين ..... والزبالين ونحوهم وكثر الدعاء.

وليلة الأربعاء خامس عشره طلع القمر خاسفاً وقد تكمل خسوف جميعه ثم أخذ في الانجلاء وتكامل انجلاءه عند الشفق.

وفي هذه الأيام نزلت عن تدريس المدرسة الركنية أنا وابن نقيب الأشراف السيد شهاب الدين وكان مناصفين للإمام جمال الدين الطيماني المصري وذلك يوم الأحد ثاني عشره وكان هو وابن الرمثاوي القاضي شرف الدين نزلا عن تدريس الظاهرية الجوانية لأخي وكان أخي ولا هما حين كان قاضيًا للسلطان المذكور بحكم عدم أهلية ابن الشهيد ثم أعطى ابن الشهيد شيئاً وصالحهم ..... عن النصف لابن الرمثاوي ثم نزلا كما ذكرنا.

وفي هذا اليوم أعني الأربعاء وقبله فاض النهر نهر بردى وزاد زيادة كثيرة جداً وحصل برد قوي بعد أن كان البرد قد قل.

ويومئذ بكرة توجه السلطان إلى الغوطة فكبس عقربا (١) ونهبت وفعلوا فيها كل قبيح، وقيل لهم كان شيخ البارحة عندكم وصلى العشاء فأنكروا ذلك فضرب الخطيب وأوجب لهم ذلك.

فصل الربيع نقلت الشمس إلى برج الحمل يوم الخميس قبل العصر كما تقدم.

ومن الغد من صلاة الجمعة توجه السلطان فنزل عند قبة يلبغا ثم سار


(١) عقربا - قال ياقوت -كورة من كور دمشق كان ينزلها ملوك غسان- معجم البلدان ٤/ ١٥٣ (٨٤٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>