السلطان وخلع عليهما وعلى جماعة من معهما بضعة عشر خلعة وكان النائب نازلاً عند قبة يلبغا ثم ترحل منها ليلة الخميس ثاني عشريه، ثم جاء الخبر بانتقاض الصلح واشتهر ذلك، فلما كان يوم الأحد خامس عشرينه ورد الخبر بعود الصلح وانبرام الأمر، وجاء آخر نهار الغد واستقر الأمير طغري بردي في نيابة الشام والأمير شيخ في نيابة حلب والأمير نوروز في نيابة طرابلس.
ويوم الثلاثاء سابع عشرينه عزلت دار السعادة وانتقل دويدار النائب بكتمر من دار شاهين الدويدار إلى بيته بالمنيبع واشتهر انفصال بكتمر من النيابة واستقرار الأمير طغري بردي فيها (*).
وفي الغد يوم الأربعاء ثامن عشرينه وصل دويدار الأمير طغري بردي فنزل بدار السعادة وبلغني أنه وقع بينه وبين دويدار المنفصل كلام، ومدة مباشرة الأمير بكتمر بعد انفصال السلطان ودخوله بالخلعة بعد توجهه إلى ..... واستقلاله شهر وسبعة أيام قبل النوبة الأولى كانت عشرون يومًا، وبعد طلوع الشمس من يوم الخميس تاسع عشرينه ضربت البشائر لما تقدم.
ووصل الباعوني توقيعاً سلطانياً بعوده إلى الخطابة وخطب من الغد وباشر بإذن قاضي القضاة الأخنائي وفي مباشرة الجامع لابن الزهري القاضي تاج الدين وكتب الأجرات أول السنة ففعل وزادت الأجور، وكان النائب ولي نظر الجامع للطواشي.
وانقضت هذه السنة والطاعون قد فشا وانتشر بدمشق وضواحيها وبعض سواحلها وكان أول هذا العام وكان كثيراً ببلاد فلسطين وحوران وعجلون ونابلس ومدينة طرابلس وغيرها واستمر مدة ثم قلّ العدد وتناقص وصار يموتون أفراد ثم فشا في رمضان وتزايد وكان ذلك في الشام لم يزل في ازدياد إلى أن أكثر في الشهرين الآخرين من السنة ومات في ذي الحجة
(*) جاء في حاشية الورقة (٢٤٠ ب): ويوم الثلاثاء سابع عشريه توفي ولد القاضي محي الدين المصري مطعوناً وكان حفظ واشتغل وفهم وكمل العشرين سنة.