للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آخر الشهر الماضي، ووصل التوقيع إلى دمشق في هذه الأيام قبله ومع هذا لم يترك ابن القفصي الحكم.

وليلة الخميس الحادي والعشرين منه وصل كاتب قاضي القضاة سري الدين من القدس فسأل أن أدرس عنه بالركنية على العادة وكان الشرف عيسى الغزي قد أظهر في أول الحضور في صفر أن القاضي سري الدين أذن له في التدريس عنه بها وبالشامية الجوانية، وكان يدرس بها الشيخ شهاب الدين الملكاوي فاستمر يدرس وامتنعت أنا من الحضور عنده بالركنية فبلغ ذلك القاضي سري الدين فكتب أنه ما أذن له في ذلك ويسأل أن أباشر فظهر كذبه عند الناس وهو معروف بذلك إلا أنهم لم يظنوا أنه يكذب في مثل هذا وكل هذا لتهافته على التدريس وسقوط نفسه أعاذنا الله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فحضرت يوم الأحد ثاني ربيع الآخر.

ويوم الجمعة ثاني عشريه قبض على الباعوني ورسم عليه بالعذراوية بسبب حجة بيت ابن ..... التي جحدها فاذعى أنها عند ابن عبيدان كما فعل أول مرة فرسم عليه معه فأقاما أياماً ثم أطلقا.

ويوم الخميس ثامن عشريه توجه جماعة السلطان أحمد إلى بغداد ويومئذ حضر عندي بالطيبانية ابن الأنباري أخو القاضي الحنبلي وأخبر أن جناب السلطان أحمد جاء يطلب أهله وأولاده إلى بغداد وهذا يتوجه معهم، وذكر أن تمر بعد عن هذه البلاد، وقال لي غيره أنه جاء الخبر أنه أبعد عن تبريز (١) أكثر من عشرين يوماً فإنه خرج على بلاده من ينازعه فتوجه إليه.

ويوم الجمعة تاسع عشريه عرض القاضي في الخطبة بالاستسقاء أيضاً كما صرح في الخطبة التي قبلها، وكان حصل بين الجمعتين مطر قليل جداً.

* * *


(١) تبريز - قال ياقوت -من أشهر مدن أذربيجان مدينة عامرة حسناء- معجم البلدان ٢/ ١٥ (٢٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>