والمراد بالمفارقة هنا - كما يقول ابن أبي جمرة فيما نقله صاحب الفتح (١٣/٧) : (السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير، ولو بأدني شىء) . (١) الربقة -كما يقول ابن الأثير في كتابه النهاية (٢/٦٢) مادة (ربق) -: (في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للإسلام، يعنى: ما يشد به المسلم نفسه من عرى الإسلام أى: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه ... ) . (٢) هذا الحديث رواه أبو ذر - رضي الله عنه - مرفوعاً، أخرجه عنه أبو داود في سننه في كتاب السنة، باب قتل الخوارج (٢/٥٤٢) بمثل لفظ المؤلف، وسكت عنه. ْوأخرجه عنه الإمام أحمد في مسنده (٥/١٨٠) ، كما أخرجه عن الحارث الأشعرى - رضي الله عنه - مرفوعاً (٤/١٣٠، ٢٠٢) من حديث طويل، وفيه (.. فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه إلا أن يرجع..) . كما أخرجه مرفوعاً عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أراه أبا مالك الأشعرى (٥/٣٤٤) . ولفظ الشاهد قريب من اللفظ السابق. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الصوم (١/٤٢١-٤٢٢) جزء من حديث عن الحارث الأشعري - رضي الله عنه - ولفظه كلفظ الإمام أحمد السابق ذكره، ثم عقب عليه بقوله: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبى على ذلك. والحاصل: أن الحديث الذي رواه أبو ذر، وأخرجه عنه أبو داود وأحمد -كما سبق بيانه- في سنده "خالد بن وهبان" وهو مجهول، ولكن الحديث صحيح للشواهد الكثيرة، منها: عن الحارث الأشعري فيما أخرجه الإمام أحمد والحاكم كما سبق بيانه أيضاً. انظر: تعليق الشيخ الألباني على مشكاة المصابيح (١/٦٥) ، وفتح الباري (١٣/٧) .