للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبل سائمة" ١، هل يدخل في هذا أنه لا يكون إلا في السائمة، ولا يكون في العوامل زكاة؟ فقال: أجل، لا يكون في العوامل زكاة، ولا يكون إلا في السائمة؛ فعم سقوط الزكاة في غير السائمة من سائر الحيوان باللفظ المنصوص عليه في الإبل.

قال ابن فورك: هو الظاهر٢؛ وذلك لأن السوم يجري مجرى العلة في تعلق الحكم به؛ فوجب كذلك حيث وجد، وعدمه حيث عدم كالشرط المعلق عليه الحكم.

ويلزم هذا القائل: أن يقول: ما عدا السائمة من الغنم لا زكاة فيه من الحيوان وغيره، حتى لو استدل به على أن الزيتون لا زكاة فيه كذلك؛ جاز لأنه ليس بغنم سائمة، وقد لا يلزمه ذلك؛ لأن النطق اقتضى إيجاب الزكاة فيما فيه السوم، فاقتضى إسقاطه فيما لا سوم فيه مما يدخله السوم.

واحتج: بأنه لو كان دليل الخطاب حجة في الإثبات؛ لكان حجة في النفي.

والجواب: أنه حجة في النفي، كما هو حجة في الإثبات، ولا


١ هذا الحديث أخرجه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعًا أبو داود في كتاب الزكاة باب في زكاة السائمة "١/٣٦٣"، وأخرجه عنه النسائي في كتاب الزكاة باب سقوط الزكاة عن الإبل "٥/١٧"، وأخرجه عنه الدارمي في كتاب الزكاة باب ليس في عوامل الإبل صدقة "١/٣٣٣".
كما أخرجه عنه الإمام أحمد في مسنده في "٥/٢" وسنده حسن.
وراجع في هذا الحديث أيضًا: "المنتقى من أحاديث الأحكام" ص"٣١١".
٢ في الأصل: "طر".

<<  <  ج: ص:  >  >>