للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك نقل أبو داود في رجل قال لامرأته: أنت طالق، ونوى ثلاثًا؛ فهي واحدة، فقيل١: إسحاق٢ يقول: هي ثلاث، ويأخذ بالحديث: "الأعمال بالنيات" ٣، فقال: ليس هذا من ذلك، أرأيت إن نوى أن يطلق امرأته ولم يتلفظ، أيكون طلاقًا؟!


١ هذا يشعر بأن القائل لما بعد قيل- أحد الناس، قال ذلك للإمام أحمد؛ بينما نجد أبا داود في "مسائله" عن الإمام أحمد ص"١٦٩" ينقل عن الإمام أحمد قوله: "ثم قال -أي الإمام أحمد- زعموا أن إسحاق يذهب إلى أنها ثلاث ... "؛ وهذا يفيد: أن القائل لما بعد "قيل" هو الإمام أحمد.
٢ المقصود هو: إسحاق بن راهويه، كما جاء ذلك في مخطوطة المكتبة الظاهرية لمسائل الإمام أحمد، رواية أبي داود، التي أثبت الفروق بينهما وبين مخطوطة المدينة المنورة للمسائل المذكورة للشيخ محمد بهجة البيطار، وذلك بهامش ص"١٦٩" من "مسائل الإمام أحمد" رواية أبي داود.
وهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، الحنظلي، المروزي، أبو يعقوب، الثقة، الحافظ، المحدث الفقيه. رحل في طلب العلم إلى الحجاز واليمن والعراق وغيرها. من أصحاب الإمام أحمد المكرمين عنده، وممن نقل عنه. له مسند في الحديث، وله مسائل في الفقه؛ رواها إسحاق بن منصور المروزي مع مسائل للإمام أحمد، ولا زالت مخطوطة في المكتبة الظاهرية بدمشق.
ولد ابن راهويه سنة ١٦٦هـ، ومات سنة ٢٤٣هـ بنيسابور.
انظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ": "٢/٤٣٣"، "تهذيب التهذيب": "١/٢١٦"، و"الخلاصة" ص"٢٢"، و"طبقات الحنابلة": "١/١٠٩"، و"طبقات المفسرين" للداودي "١/١٠٢"، و"ميزان الاعتدال": "١/١٨٢"، و"النجوم الزاهرة": "٢/٢٩٣".
٣ سبق تخريج هذا الحديث ص"٢٠٥" عند تخريجنا لجزء منه هو: "وإنما لامرئ ما نوى"؛ ولكن نحب هنا أن نبين أمرين يتعلقان بقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات":
الأول: أن المؤلف حذف كلمة "إنما"؛ ولكنها مثبتة في مسائل الإمام أحمد التي رواها أبو داود ص"١٦٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>