بمفعولي الحسبان الثاني عن مفعولي الحسبان الأول؛ لأن الفاعل فيهما واحد، والفاء على هذا مزيدة، والمعنى: لا يحسبن الذين يفرحون أنفسهم فائزين، دل على الأول الهاء والميم، وعلى الثاني (بِمَفَازَةٍ) ، ونظيره:
فـ " حُبَّهُم، عَارًا) : مفعولان لـ " ترى "، وحذف مفعولا الحسبان، كما ترى؛ اكتفاءً بتعدية أحد الفعلين عن تعدية الآخر.
قوله:(بَاطِلًا) : مفعول له، والباطل هنا: "فاعل"،: لمعنى المصدر، مثل:
"العاقبة والعافية"، ويجوز: صفة لمصدر محذوف.
قوله:(هَذَا) : أشار بها إلى الخلق.
قوله:(مُنَادِيًا يُنَادِي) :
إن قيل: ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم؟.
قيل: فيه أوجه:
أحدها: هو توكيد.
والثاني: أنه وصل به ما حسن التكرير، وهو قوله:(لِلْإِيمَانِ) .
الثالث: أنه لوْ اقتصر على الاسم، لجاز أن يكون سمع معروفًا بالنداء يذكر ما ليس بنداء، فلما قال:، "يُنَادِي" ثبت أنهم سمعوا نداءه في تلك الحال، ومفعول "يُنَادِي" محذوف أي: ينادي الناس.