وفيه فضل عظيم؛ لحديث:" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فيقول الله تعالى: إلّا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به" وهذه الإضافة للتشريف والتعظيم (١)(يُسن صيام) ثلاثة أيام من كل شهر، والأفضل: أن يجعلها (أيام) الليالي (البيض): لما روى أبو ذر: أن النبي ﷺ قال له: "إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر" رواه الترمذي، وحسَّنه، وسُمِّيت بيضًا؛ لبياض لياليها كلها بالقمر (٢)(و) يُسنُ صوم (الاثنين والخميس)؛
باب صوم التطوع
وفيه سبع وعشرون مسألة:
(١) مسألة: صوم التطوع فيه فضل عظيم؛ للسنة القولية؛ حيث قال ﷺ:"إن الله تعالى قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" ومعروف أن الكريم المستطيع إذا أخبر بأنه هو الذي سيتولَّى الجزاء بنفسه: فإنه يلزم منه: عِظم ذلك الجزاء وكثرة العطاء لكونه يعرف حقه، ولله المثل الأعلى، وهذا يُعتبر تشريفًا لذلك المجازَى والمعطَى، فإن قلتَ: لِمَ شُرع هذا؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه سدُّ ما نقص من فرض الصوم؛ ليكون العمل كاملًا؛ ليكمل الجزاء، وهذا مقصد كل تطوع من جنس الفرض، فإن قلتَ: لِمَ كانت تلك المنزلة للصائم؟ قلتُ: لأن الصوم سرٌّ بين العبد وربِّه، فلا يقوم به على أتم وجه إلّا من هو في غاية الإخلاص لله تعالى.
(٢) مسألة: يُستحب أن يصوم المسلم ثلاثة أيام من كل شهر، والأفضل: أن تكون هذه الأيام: أيام الليالي البيض وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس =