للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب زكاة الفطر]

هو: اسم مصدر من "أفطر الصائم إفطارًا"، وهذه يُراد بها الصدقة عن البدن، وإضافتها إلى "الفطر" من إضافة الشيء إلى سببه (١) (تجب على كل مسلم) من أهل البوادي وغيرهم، وتجب في مال اليتيم؛ لقول ابن عمر : "فرض رسول الله زكاة الفطر: صاعًا من بُرٍّ، أو صاعًا من شعير على العبد، والحر، والذكر، والأنثى، والصغير، والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى

باب زكاة الفطر

وفيه خمس وثلاثون مسألة:

(١) مسألة: المراد بزكاة الفطر: صدقة الفطر الواجبة التي تُدفع قبل صلاة عيد الفطر، فإن قلتَ: لمَ شُرعت زكاة الفطر؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إنها سبب لطهرة الصائم من اللغو والرفث، فتكون مُكفِّرة لما حصل منه من الخلل أثناء صيامه، وهي سبب أيضًا لإغناء الفقراء والمساكين ومنعهم من أن يتكفَّفوا ويسألوا الناس في يوم العيد، فيكون فيها إعزاز لهم، وهو ما نص عليه الحديث؛ حيث قال : "أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم" فإن قلتَ: لمَ ذُكرت زكاة الفطر في كتاب الزكاة مع أنها مُختصَّة برمضان؟ قلتُ: لكونها من الواجبات المالية، ولأنها تُعتبر زكاة عن البدن والنفس، فإن قلتَ: لمَ سُمِّيت بصدقة الفطر؟ قلتَ: لأن الزكاة تسمَّى صدقة شرعًا قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ .. ﴾ وقال النبي لمعاذ: "وأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائهم وتُدفع إلى فقرائهم" فإن قلتَ: لمَ أضيفت الزكاة إلى الفطر؟ قلتُ: لبيان أن سبب هذه الزكاة هو: الإفطار من صيام رمضان، وأنه مُكفِّر للخلل الذي حصل في صيامه من باب: "إضافة الشيء إلى سببه" وهي تسمية مجازية.

<<  <  ج: ص:  >  >>