للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب القضاء]

لغة: إحكام الشيء، والفراغ منه، ومنه: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾، واصطلاحًا: تبيين الحكم الشرعي، والإلزام به، وفصل الحكومات (١) (وهو فرض كفاية)؛ لأن أمر الناس لا يستقيم بدونه (٢) (ويلزم الإمام أن ينصب في كل إقليم)

كتاب القضاء، والفتيا

بيان حقيقتهما، وحكمهما، وواجب الإمام في اختيار القاضي، ووصيته له، وألفاظ توليته، وعمل القاضي، وحكم طلبه للرزق، وشروط وصفات القاضي

وفيه خمس وعشرون مسألة:

(١) مسألة: القضاء لغة: الحكم، والفصل، ويطلق على الأحكام، والفراغ، ومنه قوله تعالى: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ أي: أحكمها، وفرغ منها، وهو في الاصطلاح: إظهار الحكم الشرعي للخصمين وإلزامهما به، والفتيا اصطلاحًا: إظهار الحكم الشرعي للسائل عنه، دون الإلزام به ومن يتولى القضاء يُسمَّى قاضيًا، وحاكمًا، فإن قلت: لِمَ سُمِّي بذلك؟ قلتُ: لأن القاضي يمضي الأحكام ويوجب العمل بها على كل من الخصمين.

(٢) مسألة: القضاء والفتيا فرض كفاية، فلا بدّ للناس من قاض وحاكم ليحكم بينهم بالعدل؛ لئلا تؤكل حقوق الناس بالباطل؛ لقواعد: الأولى: الكتاب؛ حيث قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ وقال: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ﴾ الثانية: السنة القولية والفعلية؛ حيث إنه قد تولى القضاء، وكذلك الأنبياء الذين قبله، وبعث عليًا، ومعاذًا قاضيين إلى اليمن، وقال عقبة بن عامر: جاء النبي خصمان يختصمان إليه فقال: "اقضِ بينهما" قلت: =

<<  <  ج: ص:  >  >>