أصله لغة: السَّيلان من قولهم: "حاض الوادي": إذا سال، وهو شرعًا: دم طبيعة وجِبلَّة - يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة، خلقه الله لحكمة غذاء الولد وتربيته (١)(لا حيض قبل تسع سنين) فإن رأت دمًا لدون ذلك: فليس بحيض؛ لأنه
باب الحيض والاستحاضة والنُّفاس
وفيه ثنتان وخمسون مسألة:
(١) مسألة: الحيض لغة: السيلان والفيضان ومنه قولهم: "حاض الوادي وفاض" إذا سال بحيض وفيض كما في اللسان (٧/ ١٤٢)، والمراد بالحيض شرعًا: دم طبيعة يجتمع في رحم المرأة عند بلوغها، ثم يُرخيه ويُخرجه - ذلك الرحم - في أوقات معتادة عند عدم الحمل والرضاع، ويطلق عليه "الدَّورة" أو "العادة الشهرية" كناية عنه، وهو إطلاق مجازي، فإن قلتَ: لِمَ سمي بهذا الاسم؟ قلتُ: لاجتماع الدم في مكان معين وهو: "الرحم"، لذلك يُسمّى الموضع الذي يجتمع فيه الماء حوضًا، فإن قلتَ: لِمَ جعله الله في المرأة؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن فيه غذاء للولد وهو داخل الرحم - ولذا: لا تحيض الحامل - وهو غذاء للولد بعد ولادته بعد أن يقلبه الله لبنًا له، لذلك: لا تحيض المرضع سنتين غالبًا، فإذا لم تكن المرأة حاملًا ولا مرضعًا: فإنه يخرج كل سبعة أيام أو ستة من كل شهر غالبًا - كما سيأتي - ولو بقي في الرحم: للحق المرأة ضرر - كما يقول الأطباء - فإن قلتَ: لِمَ سُمِّي بباب "الحيض مع أنه قد بحث فيه الاستحاضة والنفاس وسلس البول"؟ قلتُ: لأن أكثر ما يبحث في هذا الباب هي: أحكام الحيض؛ نظرًا لكثرة وقوعه بين نساء المسلمين بخلاف الاستحاضة والنفاس وسلس البول فهي نادرة، والنادر تابع للأكثر، فإن قلتَ: لِمَ يذكر باب الحيض في آخر كتاب الطهارة عند الفقهاء؟ قلتُ: للمصلحة؛ وهو تقديم العام على الخاص؛ =