من السقي؛ لأنه أهمّ أمرها بالحجاز، وهي: دفع شجر له ثمر مأكول - ولو غير مغروس - إلى آخر ليقوم بسقيه، وما يحتاج إليه بجزء معلوم له من ثمره (١)(تصح) المساقاة (على شجر له ثمر يؤكل) من نخل وغيره؛ لحديث ابن عمر:"عامل النبي ﷺ أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع" متفق عليه، وقال أبو جعفر:"عامل النبي ﷺ أهل خيبر بالشطر، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم أهلوهم إلى اليوم، يعطون الثلث أو الربع" ولا تصح على ما لا ثمر له كالحور، أو له ثمر غير مأكول: كالصنوبر والقرظ (٢). (و) تصح المساقاة أيضًا (على) شجر ذي (ثمرة
باب المساقاة، والمغارسة والمزارعة
وفيه تسع عشرة مسألة:
(١) مسألة: المساقاة لغة مأخوذة من السَّقي - بفتح السين، وتسكين القاف -، وهي في الاصطلاح: أن يدفع زيد شجره إلى عمرو ليقوم عمرو بسقيه، وحمايته، وتنميته، وكل ما يُحتاج إليه من خدمات وذلك بجزء معلوم مشاع من ثمره يأخذه زيد، فإن قلتَ: لِمَ سُمِّيت بهذا الاسم؟ قلتُ: لأن أهل الحجاز وأكثر المسلمين في جميع أنحاء الأرض يسقون المزارع بالنضح من الآبار، فسمَّيت بما هو أكثر مؤنة ومشقة، فإن قلتَ: لِمَ جُعل هذا الباب بعد باب الشركة؟ قلتُ: لأن كلًّا من البابين يشتركان في العمل والجهد المالي والبدني؛ رجاء للنماء والمكسب والربح وأنه لا بدّ لكل منهما من جزء مشروط عند العقد، فإن قلتَ: لم جعل هذا قبل باب الإجارة؟ قلتُ: لأن كلًّا من البابين يشتركان في اللزوم، والتوقيت، والأجرة أو مثلها، والانتفاع. فإن قلتَ: لم سميت المساقاة والمغارسة والمزارعة بالمخابرة؟ قلتُ: لأنها مشتقّة من الخبار، وهي الأرض الليِّنة، وقيل المخابرة: معاملة أهل خيبر.
(٢) مسألة: تصح المساقاة مطلقًا على شجر مغروس - له ثمر يؤكل منه كالنخل=