بتخفيف الياء، وتشديدها: من العري، وهو التجرُّد، سُمِّيت "عارية"؛ لتجرُّدها عن العوض (وهي: إباحة نفع عين) يحل الانتفاع بها (تبقى بعد استيفائه)؛ ليردها على مالكها (١)، ...................................................
باب العارية
وفيه إحدى وثلاثون مسألة:
(١) مسألة: العارية: لغة: مأخوذة: من عار يعور إذا ذهب وجاء، وهي: اسم من الإعارة يُقال: "أعرته الشيء إعارة، وعارة" على وزن: "أجبته، إجابة، وجابه"، والياء منقلبة عن "واو" تقول العرب: يتعاورون العواري": إذا أعار بعضهم بعضًا، والياء تأتي في لغة العرب مخففة، وتأتي مشدَّدة، ومنه: "استعرت منه الشيء فأعارنيه" - كما جاء في المصباح (٤٣٧)، وهي في الاصطلاح: إباحة الانتفاع بعين يحل الانتفاع بها بدون عوض مع بقاء العين وردِّها إلى مالكها" كأن يستعير زيد من عمرو دارًا، أو عبدًا، أو ثوبًا، أو دابة، أو إناء ينتفع به مدَّة من الزمن ثم يردُّه إليه دون نقص، فإن قلت: لِمَ قيل إن "الياء" في العارية منقلبة عن "واو"؟ قلتُ: لئلا تكون منسوبة إلى العار وعُلِّل ذلك بأن طلب العارية عار وعيب؛ لأن "ألف""العار" منقلبة عن "ياء" بدليل قولهم: "عيَّرته بكذا"، ولأن النبي ﷺ قد فعلها، واستعار أدراعًا ونحوها، فلو كانت عيبًا لما فعلها، فإن قلتَ: لِمَ جُعل هذا الباب في كتاب المعاملات؟ قلتُ: لأن فيه تعامل بين اثنين: المعير والمستعير، ولأن الإعارة هبة المنافع، ففيها شبه بتأجير المنافع مع بقاء العين. فإن قلتَ: لِمَ سُمِّيت بهذا الاسم؟ قلتُ: لأنها مأخوذة، من العُري، وهو تجرُّدها عن العوض، ولأنها من "عار إذا ذهب ورجع، وهي كذلك تذهب العين إلى المستعير فينتفع بها، ثم يُرجعها إلى المعير.