للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب الوَقْف

يقال: وقَّف الشيء، وحبسه، وأحبسه، وسبَّله بمعنى واحد، وأوقفه لغة شاذة، وهو: مما اختصّ به المسلمون، ومن القرب المندوب إليها (وهو: تحبيس الأصل، وتسبيل المنفعة) على بر أو قربة، والمراد بالأصل: ما يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، وشرطه: أن يكون الواقف جائز التصرُّف (١) (ويصح) الوقف (بالقول

كتاب الوَقْف

وفيه خمس وخمسون مسألة:

(١) مسألة: الوَقْفُ لغة: مصدر قولك: "وقفتُ الدابة" ومنه قولهم: "وقفت الأرض للمساكين وقفًا": حبستها، والمراد: وقف على تلك الجهة لا ينتفع به في غيرها، وجمعه: "الوقوف"، وقول بعضهم: "أوقفه" لا يصح؛ لأنها لغة رديئة - كما جاء في اللسان (٩/ ٣٥٩) - وهو في الاصطلاح: "أن يقوم جائز التصرُّف بتحبيس الأصل وتسبيل المنفعة" وأتي بعبارة "جائز التصرُّف" لاشتراط: أن يكون الواقف جائز التصرف شرعًا، وهو البالغ العاقل الرشيد المالك ملكًا حقيقيًا، فأخرج بذلك: الصبي، والمجنون، والسفيه، والمحجور عليه، والمكاتب، والمراد بقوله: "تحبيس الأصل": توقيف هذا المال الذي يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه كأرض ودار ونحوهما. فلا يُتعرَّض له ببيع ولا تأجير، والمراد بقوله: "وتسبيل المنفعة" أن يجعل الواقف ريع هذه العين الموقفة والمسبَّلة ينتفع به الآخرون من أقرباء وغيرهم على جهة بر، أو معروف، أو قربة، والمراد من ذلك كله: أن يحصل الواقف على أجر عظيم بسبب ذلك، ويخرج هذا الموقوف عن ملك الواقف. (فرع) الوقف مستحب، أي: من القرب المندوب إليها؛ لقواعد الأولى: الكتاب؛ حيث قال تعالى: ﴿وافعلوا الخير﴾ و"الخير" عام شامل لكل خير، فيدخل الوقف في ذلك؛ لأن "الخير" اسم جنس معرف بأل، وهو من صيغ=

<<  <  ج: ص:  >  >>