للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الجهاد]

مصدر "جاهد" أي: بالغ في قتال عدوِّه، وشرعًا: قتال الكفار (١) (وهو: فرض كفاية) إذا قام به من يكفي: سقط عن سائر الناس وإلا: أثم الكل (٢) ويُسنُّ

كتاب الجهاد

حقيقة الجهاد، وحكمه، والغنائم، والأمان، والهدنة، وما يتعلَّق بذلك

وفيه إحدى وخمسون مسألة:

(١) مسألة: الجهاد لغة: مصدر مأخوذ من "جاهد، يجاهد، فهو مجاهد": إذا كان باذلًا لكل طاقته وكل ما في وسعه في الدفاع عن نفسه من عدو، وهو في الاصطلاح: بذل الجهد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله بعد امتناعهم عن الإسلام، ودفع الجزية، فإن قلتَ: لمَ جُعل الجهاد ضمن العبادات، مع أن بعض الفقهاء يجعلونه بعد مباحث الحدود؟ قلتُ: لأن كون الجهاد عبادة أظهر من كونه ردعًا وانتقامًا؛ حيث إن المسلم يُجاهد الكفار ليقيموا أركان الإسلام الخمسة، وهي "الشهادتان" والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج والعمرة" وهي عبادات قد سبق تفصيل مسائلها.

(٢) مسألة: الجهاد فرض كفاية: إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وإن تركه الجميع أثموا؛ لقاعدتين: الأولى: الكتاب؛ حيث قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال﴾ و"الكَتْب" من صيغ الوجوب، الثانية: السنة الفعلية؛ حيث "إنه كان إذا خرج في غزوة أبقى بعض المؤمنين في المدينة" و"كان يبعث السرايا تقاتل في سبيل الله" وهذا يلزم منه: أن الجهاد فرض كفاية، فإن قلتَ: لمَ شُرع الجهاد؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن الإسلام لا يبقى ظاهرًا عزيزًا إلا بالجهاد، فإن قلتَ: إنه فرض عين، وهو قول سعيد بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>