"الشَّجُ": القطع، ومنه: شججتُ المفازة، أي: قطعتها، (الشجَّة: الجرح في الرأس والوجه خاصة) سُميت بذلك؛ لأنها تقطع الجلدة، فإن كان في غيرهما: سُمِّي جرحًا، لا شجة (وهي) أي: الشجَّة باعتبار تسميتها المنقولة عن العرب (عشر) مرتَّبة (١)، أولها:(الحارصة) بالحاء والصاد المهملتين (التي تحرص الجلد، أي: تشقّه قليلًا، ولا تدميه) أي: لا يسيل منه دم، والحرص: الشق، يُقال: حرص القصار الثوب: إذا شقّه قليلًا، وتسمَّى أيضًا:"القاشرة" و"القشرة"(ثم) يليها (البازلة، وهي: الدامية، والدامعة) بالعين المهملة؛ لقلة سيلان الدم منها؛ تشبيهًا بخروج الدمع من العين (وهي: التي يسيل منها الدم، ثم) يليها (الباضعة، وهي التي تبضع اللحم) أي: تشقّه بعد الجلد، ومنه سُمِّي البضع (ثم) يليها (المتلاحمة، وهي: الغائصة في اللحم) ولذلك اشتقت منه (ثم) يليها (السمحاق وهي) التي ما بينها وبين العظم
باب الشجاج وكسر العظام
وفيه ثلاث عشرة مسألة:
(١) مسألة: الشجُّ لغة: القطع والشق، ومنه:"شججت الصحراء" أي قطعتها، وقولهم:"شجَّت السفينة البحر": إذا قطعته وشقَّته جارية فيه والشجة في الاصطلاح: "الجرح في الرأس أو الوجه خاصة" وهي خاصة بهما، فإن وُجد ذلك الجرح في غير الرأس والوجه: فلا تسمَّى شجة، بل تسمَّى جرحًا، فإن قلت: لم سُمِّيت الشجة بالجرح؟ قلت: لأنها تقطع الجلدة من الرأس، والوجه - كما ورد ذلك في المصباح (٣٠٥) تنبيه: الشجاج عشر مراتب، لكل مرتبة اسم سماها به العرب، كما ثبت بالاستقراء منها خمس لم يقدر الشارع لها دية، وهي أخفّها، وقد بدأ بها المصنف، فإن قلت: لم جعل هذا الباب هنا؟ قلتُ: لأنه لما فرغ من ديات الأعضاء ومنافعها: ناسب أن يشرع في ديات الجروح.