(هو) لغة: لزوم الشيء ومنه: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ﴾ واصطلاحًا: (لزوم مسجد) أيَّ: لزوم مسلم عاقل ولو مميزًا لا غُسل عليه مسجدًا ولو ساعة (الطاعة الله تعالى)، (١) ويُسمَّى
باب الاعتكاف
وفيه إحدى وأربعون مسألة:
(١) مسألة: الاعتكاف لغة: لزوم الشيء والمداومة عليه، والاحتباس عنده ومنه قوله تعالى: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ﴾ وقوله: ﴿مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ أيَّ ملازمون لها، وهو اصطلاحًا:"أن يلزم مسلم عاقل مسجدًا وهو غير محدث حدثًا أكبر ولو ساعة لأجل طاعة الله تعالى" وقُيِّد بـ "مسلم" لإخراج الكافر الأصلي والمرتد؛ لعدم صحة النية منه وهو في حال كفره، وقُيِّد بـ "عاقل" لإخراج المجنون والصبي غير المميز؛ لكونهما لا يُدركان النية والقصد، أما المميز من الصبيان فيصح منه الاعتكاف نفلًا؛ لإدراكه ذلك، وقُيِّد بـ "مسجد" لبيان أن الاعتكاف لا يصح إلا بمسجد اشتهر عند الناس بذلك، فلو عمل لنفسه مسجدًا في منزله، أو انقطع عن الناس في بيته يتعبَّد الله، أو لزم رباطًا لطلاب العلم: لا يُسمّى اعتكافًا شرعًا، وقُيِّد بـ "الذي ليس عليه حدث أكبر" لإخراج من عليه حدث أكبر كالجنب، والحائض والنفساء فإنهم لا يصح منهم الاعتكاف؛ لكون الاعتكاف: لبث وجلوس، وهؤلاء لا يصح منهم أن يلبثوا ويجلسوا في المسجد، وأتي بقيد ولو ساعة"؛ لأنه أقل ما يُطلق عليه الزمن، فيصح منه اعتكاف هذا الزمن، بدليل أنه لو نذر أن يعتكف وأطلق: لأجزأته الساعة كما قال المحققون من العلماء، وأتي بعبارة "لأجل طاعة الله" لكون هذا هو المقصد الاعتكاف، فلو لزم مسجدًا بدون =