للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب إحياء الموات]

بفتح الميم والواو (وهي) مشتقة من الموت، وهو: عدم الحياة، واصطلاحًا (الأرض المنفكّة عن الاختصاصات، وملك معصوم) بخلاف الطرق، والأفنية، ومسيل المياه والمحتطبات، ونحوها، وما جرى عليه ملك معصوم بشراء أو عطية، أو غيرهما، فلا يُملك شيء من ذلك بالإحياء (١) (فمن أحياها) أي: الأرض الموات: (ملكها)؛ لحديث جابر يرفعه: "من أحيا أرضًا ميتة فهي له" رواه أحمد، والترمذي،

باب إحياء الموات

وفيه أربع وعشرون مسألة:

(١) مسألة: الإحياء لغة: جعل الشيء حيًا: ذا قوة حساسة أو نامية، والموات: لغة مشتقة من الموت، وهو: عدم الحياة، والموات: الأرض التي لم تعمر، ولم تكن حريمًا لشيء معمور، والمراد بـ "إحياء الموات" اصطلاحًا: "أن يقوم شخص باستصلاح أرض منفكَّة عن الاختصاصات، وعن ملك معصوم وذلك لزراعتها أو البناء عليها" فلفظ: "شخص" عام شامل للمكلف ولغيره - كما سيأتي بيانه - وعبارة: "المنفكة عن الاختصاصات" فيها بيان اشتراط: أن تكون تلك الأراض المراد استصلاحها وامتلاكها: لا تختص بشيء عام يخدم المسلمين كأن تكون طريقًا للمسلمين، أو فناء لهم يجتمعون فيها في وقت الصيف، أو الشتاء، أو موضعًا لمسيل الأمطار، أو موضعًا لأخذ حطبهم، أو حشيشهم، أو موضعًا لدفن موتاهم أو لصلاة عيدهم وجنائزهم، ومأخذ طينهم، فإن كانت الأرض تستخدم لذلك: فلا يجوز امتلاكها بالإحياء، وعبارة: "وعن ملك معصوم" فيه بيان اشتراط أن تكون تلك الأرض المراد استصلاحها وامتلاكها: لا يملكها معصوم من المسلمين أو الكفار بشراء، أو عطية، أو إرث، أو نحو ذلك أو كانت حريم لبئر وعين أحد، ولو كان ملكًا قديمًا: فلا يجوز امتلاكها بالإحياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>