وهو في اللغة: الإعلام قال تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ أي: إعلام، وفي الشرع: إعلام بدخول وقت الصلاة، أو قربه لفجر بذكر مخصوص، (١)(والإقامة) في الأصل مصدر "أقام" وفي الشرع: إعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص، (٢) وفي الحديث: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم
باب الأذان والإقامة
وفيه ثلاث وأربعون مسألة:
(١) مسألة: الأذان لغة: هو الإعلام والإخبار بأي شيء، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ﴾ أي: إعلام وإخبار من الله ورسوله إلى الناس - كما في "اللسان" (١٣/ ٩) -، وهو في الاصطلاح: "إعلام الغائبين بذكر مخصوص بأن وقت الصلاة قد دخل، أو قرب دخوله لصلاة الفجر"، والمراد بـ "الذكر" هنا: كلمات الأذان - كما سيأتي بيانها -، وذكر عبارة: "أو قرب دخوله لصلاة الفجر" لأنه يجوز أن يؤذن للفجر قبل دخول وقته - كما سيأتي بيانه فإن قلت: لِمَ سُمي هذا الذكر بالأذان؟ قلتُ: لاشتقاقه من الأذان الحسِّية؛ لسماعه بها كما قاله الزَّجاج، فإن قلتَ: لِمَ ذكر باب الأذان هنا؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إنه بعد تقرير حكم الصلاة ناسب أن يُذكر علامة بداية دخول وقتها لتُفعل فيه، وهذا أنسب من جعل الأذان بعد بيان أوقات الصلاة؛ كما فعل بعض الفقهاء؛ لأن علمنا بأول الوقت مقدَّم في المصلحة على علمنا بأوله وآخره.
(٢) مسألة: الإقامة لغة: مصدر قام الذي هو ضد القعود والاضطجاع والسير - كما في "اللسان" (١٢/ ٤٩٧) - وهو في الاصطلاح: "إعلام الحاضرين بذكر مخصوص بأن تكبيرة الإحرام قد قرُبت" والمراد بـ "الذكر" كلمات الإقامة - كما سيأتي بينها - فإن قلتَ: لِمَ سُمي هذا الذكر بالإقامة؟ قلتُ: لاشتقاقه من القيام لأجل تكبيرة الإحرام مع الإمام، فيقوم الحاضرون لأداء الصلاة بسببها؛ =