(يُرجع في الأيمان إلى نية الحالف إذا احتملها اللفظ)؛ لقوله ﵊:"وإنما لكل امرئ ما نوى" فمن نوى بالسقط، أو البناء السماء، أو بالفراش، أو البساط الأرض: قُدِّمت على عموم لفظه (١) ويجوز التعريض في مخاطبة
باب جامع الأيمان المحلوف بها
وفيه خمس عشرة مسألة:
(١) مسألة: الأيمان مبنية على نية الحالف بشرط: أن يكون اللفظ محتملًا لما نواه، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله له: انصرفت يمينه إلى ما نواه دون ما تلفَّظ به، ويقبل منه حكمًا، فمثلًا: لو قال: "والله لا أرقى السقف، أو البناء" وقال: إني نويت بذلك السماء: قُبل منه، فلو رقى سقف بيته، أو بناءه: لم يحنث، وكذا: لو قال: "والله لا أنام على البساط" وقال: إني نويت بذلك الأرض: قُبل منه، فلو نام على بساطه المعتاد: فلا يحنث؛ للسنة القولية: حيث قال ﵇: "وإنما لكل امرئ ما نوى" فيرجع في لفظ المتكلم إلى ما نواه إذا احتمل اللفظ ذلك: فيلزم منه: أن يُقبل قوله في ذلك ويُحمل على ما نواه، دون ظاهر لفظه وعمومه؛ ذلك لأن الله تعالى سمّى السماء بناء في قوله: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا﴾ وسمَّاه سقفًا في قوله: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا﴾ وسمَّى الأرض بساطًا في قوله: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا﴾.
[فرع]: إذا نوى ما لا يحتمله اللفظ كأن يحلف قائلًا: "والله لا آكل خبزًا" ونوى به لا يدخل بيتًا: فلا ينصرف إلى ما نواه، فلا يُقبل منه، فلو دخل بيتًا: لحنث ووجبت الكفارة؛ للقياس؛ بيانه: كما لو نوى ذلك بغير يمين: فلا يُقبل منه، فكذلك لو نواه بيمين فلا يُقبل منه، والجامع: أنَّها نية مجرَّدة لا يحتملها اللفظ في كل.