لغة: النماء، والزيادة، يُقال:"زكى الزرع": إذا نما وزاد، ويُطلق على المدح، والتطهير، والصلاح، وسُمِّي المخرج زكاة؛ لأنَّه يزيد في المخرج منه، ويقيه الآفات، وفي الشرع: حق واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص (١)
كتاب الزكاة
حقيقة الزكاة، وحكمها، وشروطها
وفيه تسع وثلاثون مسألة:
(١) مسألة: الزكاة لغة تطلق على إطلاقات: أولها: تطلق على النماء والزيادة، ومنه قولهم:"زكى الزرع": إذا نما وزاد وبورك فيه وكثر ريعه، ثانيها: أنها تطلق على المدح ومنه قولهم: "فلان قد زكَّاه فلان" أي مدحه وأثنى عليه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾ أي: لا تمدحوها، ثالثها: أنها تطلق على التطهير، ومنه قولهم:"نفس فلان زكية" أي: طاهرة، ومنه قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ أي: طهرها من الأدناس كالحقد والحسد، والنفاق، والكذب ونحو ذلك، رابعها: أنها تطلق على الصلاح والعدالة، وزيادة الخير والصفات الحسنة في الإنسان، ومنه:"فلان مُزكَّى" أي: مُعدَّل، ولذلك سُمِّي باب في الحديث، وأصول الفقه باسم "التزكية والتجريح" وهذه الإطلاقات تصدق في زكاة المال؛ حيث إن إخراج زكاة المال يتسبَّب في نمو وزيادة المال المزكى، وأن فاعل ذلك ممدوح، ومُطهَّر من الأدناس، وأنَّه صالح فالح عدل، أما الزكاة في الاصطلاح فهي:"حقُّ واجبٌ في مال مخصوص لطائفةٍ مخصوصةٍ، في وقت مخصوص"، وهذا أقرب تعريف لها إلى الصحة؛ حيث خرج بقوله:"حق واجب" المستحب كالصدقات المطلقة، والمراد بـ "المال الخاص" المال الذي =