لم يكن حامل معذور بردائه، و"الاضطباع": أن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر، وإذا فرغ من الطواف: أزال الاضطباع (٥)(يبتدئ المعتمر بطواف العمرة)؛ لأن الطواف تحية المسجد الحرام فاستُحبَّت البدائة به، ولفعله ﷺ(و) يطوف (القارن والمفرد للقدوم) وهو: الورود (٦)(فيُحاذي الحجر الأسود بكُلِّه) أي: بكل بدنه، فيكون مبدأ طوافه، لأنه ﷺ كان يبتدئ به (٧)
(٥) مسألة: يُستحب للحاج والمعتمر أن يضطبع عند طواف القدوم والعمرة بأن يجعل طرفي ردائه فوق كتفه الأيسر، ويجعل وسطه تحت كتفه الأيمن، فيكون كتفه الأيمن مكشوفًا، يفعل ذلك في الأشواط السبعة، فإذا فرغ منها: أزال ذلك وغطَّى كتفيه بردائه، يفعل هذا إن لم يكن حاملًا بردائه بعض الأشياء من متاع، أو طفل ونحو ذلك؛ للمصلحة؛ حيث إن الاضطباع يجعل الطائف أنشط في القيام بهذه العبادة، ويسقط عنه إن حمل شيئًا؛ لوجود المشقة.
(٦) مسألة: يبدأ المحرم الداخل للمسجد الحرام وهو يريد نُسكًا بالطواف على الكعبة، وينويه لطواف العمرة إن كان مُتمتِّعًا، أو معتمرًا، وينويه لطواف القدوم إن كان قارنًا أو مفردًا؛ لقاعدتين: الأولى: السنة الفعلية؛ حيث إنه ﷺ قد قام بالطواف على البيت قبل أن يفعل أيَّ شيء - كما قالت عائشة ﵂؛ الثانية: فعل الصحابي؛ حيث ثبت أن أبا بكر وعمر وابنه وعثمان ﵃ كانوا يطوفون أول ما يدخلون المسجد الحرام إذا كانوا مُريدين لنسك، فإن قلتَ: لمَ شُرع هذا؟ قلتُ: لأن الطواف تحية المسجد الحرام، ويُبدأ بالتحية قبل كل شيء، فإن قلتَ: لمَ سُميَّ بطواف القدوم؟ قلتُ: لأنه أول ما يفعله القارن والمفرد حين يقدم ويرد مكة.
(٧) مسألة: إذا أراد أن يطوف بالبيت: فإنه يقف مُقابل الحجر الأسود بجميع بدنه، وينظر إليه، ثم يبدأ الطواف؛ للسنة الفعلية؛ حيث كان ﷺ يفعل ذلك، فإن قلتَ: لمَ شُرع هذا؟ قلتُ: للاحتراز من أن يميل عنه يمينًا أو يسارًا فيقلُّ أجره.