عن ابن عباس (١٢)، فإن شقَّ (اللُّمس: أشار إليه) أي: إلى الحجر بيده أو بشيء، ولا يُقبِّله، لما روى البخاري عن ابن عباس قال:"طاف النبي ﷺ على بعير، كُلَّما أتى الحجر أشار إليه بشيء في يده وكبَّر"(١٣)(ويقول) مستقبل الحجر بوجهه - كُلَّما استلمه - (ما ورد) ومنه: "بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد ﷺ"؛ لحديث عبد الله بن السائب:"أن النبي ﷺ كان يقول ذلك عند استلامه"(١٤)(ويجعل البيت عن يساره)؛ لأنه ﷺ طاف
(١٢) مسألة: إذا شقَّ استلام الحجر بيده: فإنه يستلمه بشيء كعصا ونحوه ثم يُقبِّل ذلك الشيء؛ لفعل الصحابي؛ حيث إن ابن عباس قد فعل ذلك، فإن قلتَ: لمَ يُفعل ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ كما سبق في مسألة (١١).
(١٣) مسألة: إذا شقَّ استلام ولمس الحجر بيده أو بأي شيء: فإنه يُشير إليه بيده أو بأي شيء، ولا يُقبِّل آلة الإشارة؛ للسنة الفعلية؛ حيث كان ﷺ يفعل ذلك، فإن قلتَ: لمَ يفعل ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن فيه دفع مشقة عنه وعن غيره، ولا داعي لتقبيل آلة الإشارة؛ لعدم لمسها له.
(١٤) مسألة: يُستحب أن يقول عند الابتداء بالطواف واستقباله للحجر ما ورد، ومنه:"بسم الله، والله أكبر، اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد ﷺ" أما عند ابتداء كل شوط فيقتصر على قول: "بسم الله والله أكبر"؛ للسنة الفعلية؛ حيث كان ﷺ يقول ذلك، فإن قلتَ: لمَ شُرع هذا؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه تأكيد للتوحيد، وسبب لبركة الدعاء ويقتصر في كل شوط أن يقول:"بسم الله، والله أكبر" لأن الطواف كالصلاة؛ حيث إنه في الصلاة يُكبِّر تكبيرة الإحرام ثم يدعو دعاء الاستفتاح في ابتدائها، ولا يفعل ذلك في الركعات الأخرى، والطواف مثلها.