حول ولا قوة إلا بالله) أي: لا تحوُّل من حال إلى حال ولا قوة على ذلك إلا بالله، وقيل:"لا حول عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بتوفيق الله"، والمعنى الأول أجمع وأشمل (وهو حسبنا) أي: كافينا (ونعم الوكيل)ﷻ أي: المفوض إليه تدبير خلقه والقائم بمصالحهم، أو الحافظ، و "نعم الوكيل" إما معطوف على "وهو حسبنا" والمخصوص محذوف، أو على "حسبنا" والمخصوص هو الضمير المتقدم. (٢٢)
= أن كتاب الزاد مع اختصارهُ يغنيهم عن غيره من كثير من المطولات؛ لاشتماله على أكثر المسائل التي تهم المكلّفين سواء كان ذلك بمنطوق المسائل، أو بمفهومها.
(٢٢) مسألة: يُستحب لأيِّ متكلّم في كتاب أو غيره أن يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" ويقول: "وهو حسبُنا ونعم الوكيل"؛ للسنة القولية وهي من وجهين: أولهما: أنه ﷺ قد أخبر أن كلمة: "لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز الجنة من كرَّرها في شؤونه فاز وأُعين في أموره، ثانيهما: أنه ﷺ قال: "حسبُنا الله ونعم الوكيل" حينما أخبر بأن الناس قد جمعوا له، فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه إعانة للمكلف إذا قالهما بإذن الله. هذه آخر مسائل الافتتاحية والديباجة ويلي ذلك كتاب الطهارة وأوله:"حقيقة الكتاب والطهارة والمياه المتطهر بها".