وفي أثناء طعام بلا عادة (٢٤)، وإذا شرب ناوله الأيمن (٢٥)، ويُسن غسل يديه قبل طعام (٢٦)،
= بهذه الطريقة؛ حماية له.
(٢٤) مسألة: يُكره أن يشرب في أثناء الأكل والأولى أن يشرب بعد الفراغ من الطعام بمدَّة يسيرة؛ للمصلحة: حيث إن الشرب أثناء الطعام يؤدي إلى ظهور انتفاخ في البطن، وعدم هضم الطعام هضمًا طبيعيًا، فدفعًا لذلك: كره الشارع؛ حماية له من الأذى.
(٢٥) مسألة: إذا فرغ من الشرب يستحب أن يناول الإناء من على يمينه: سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، فاضلًا، أو مفضولًا؛ للسنة القولية: حيث إنه ﷺ كان يحب التيامن في شأنه كله، وهذا من ذلك، والمقصد من ذلك: حصول البركة، كما سبق مرارًا.
(٢٦) مسألة: يُستحب لمريد الأكل أن يغسل يديه قبل تناوله له، وبعد الأكل، ويكره ترك ذلك؛ للسنة القولية وهي من وجهين: أولهما قوله ﷺ: "من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع والمراد بـ "الوضوء" هنا: غسل اليدين والمضمضة فقط؛ لذلك قلنا: إن أكل اللحم مطلقًا لا ينقض الوضوء، وأجبنا عن حديث: توضأوا من لحوم الإبل بأنه منسوخ، وأن المراد بالوضوء: هو غسل اليدين بعد الأكل والمضمضة، وذلك في مسألة (١٨) من باب: "نواقض الوضوء" من كتاب الطهارة ثانيهما: قوله ﷺ: "من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شيء: فلا يلومنَّ إلا نفسه" حيث إن احتمال المضرة بسبب عدم غسل يديه بعد الأكل يجعل غسلهما مستحبًا، فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ وهو الحث على النظافة؛ إذ الأكل الذي فيه بعض الدسم يعلق بعضه على اليد، فإذا لم يُغسل ويُزال فسيعلق بها بعض الأتربة والأقذار فيكون بذلك حاملًا لتلك الأقذار، فإذا أكل بها مرة ثانية فستذهب تلك الأقذار إلى معدته، =