[فرع ثان]: يُستحب أن يلتفت عند السعال والعطاس عن الطعام، أو يبعد عنه؛ للمصلحة: حيث إن ذلك فيه إبعاده عن أن يقع في الطعام ما يخرج من فمه.
[فرع ثالث]: يكره أن يأكل ما يشتهيه من المأكولات؛ للتلازم؛ حيث إن ذلك فيه إسراف، وتعجيل الطيبات في الحياة الدنيا، فيلزم كراهيته.
[فرع رابع]: يُستحب أن يخرج مع ضيفه إلى باب الدار؛ للمصلحة: حيث إن ذلك من باب إكمال إكرام الضيف.
[فرع خامس]: يُستحب للإنسان إذا جلس مع غيره أن يحترمه، ويوقِّره، ويتواضع، له ويأتي بكل شيء يُسره، وأن لا يسمعه كلامًا يجرحه، أو يغضبه، أو يثير قصصًا قديمة تُعكِّر صفوه، أو يشتغل بالمكالمات الهاتفية، أو يحترم شخصًا ويوجه له الكلام دون الآخر، فإن وجد من يبغضه في المجلس، فليترك المجلس كله، ويخرج وأن يجلس الضيف في المكان الذي عينه له صاحب البيت. للمصلحة: حيث إن ذلك فيه تقدير للضيوف على اختلافهم، وقد يكون هذا الشخص الذي تحتقره أنقى وأصفى قلبًا، وأحنُّ عليك من هذا الذي قدمته عليه، فلا يدري المسلم أيَّ الناس أقرب إليه نفعًا، وحدَّثني من أثق به: أنه كان يُقدِّر أناسًا ويحترمهم، ويكرمهم، ومضى على ذلك سنوات، وبعدها علم أنهم هم وراء ذُلِّه بين الناس، فلذلك لا تحتقر أحدًا ولا تكرم أحدًا على حساب آخر، وجلوس الضيف في المكان الذي عينه له صاحب البيت فيه الاحتياط من أن هذا المكان مأمون من اطّلاع الضيف على محارم صاحب البيت.
هذه آخر مسائل باب:"وليمة العرس، وآداب الأكل والشرب" ويليه باب: "عشرة النساء وأحكام المبيت والجماع، والقسم والنشوز".