للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُحلِّق إبهامها مع الوسطى): بأن يجمع بين رأس الإبهام والوسطى، فتشبه الحلقة من حديد ونحوه (ويُشير بسبَّابتها) من غير تحريك (في تشهُّده) ودعائه في الصلاة وغيرها عند ذكر الله تعالى؛ تنبيهًا على التوحيد (ويبسط) أصابع (اليُسرى) مضمومة إلى القبلة (٧٤) (ويقول) سِيرًّا: (التحيات لله) أي: الألفاظ التي تدل على

(٧٤) مسألة: بعد فراغه من الركعة الثانية - بقيامها وركوعها وسجودها الأول، ثم الجلسة بعدها، ثم السجدة الثانية -: يجلس جلسة التشهد الأول للصلاة الرباعية والثلاثية وهذا واجب، وللتشهد الأخير للصلاة الثنائية - وهي الفجر -، والصفة المستحبة لهذه الجلسة هي: أن يفترش رجله اليُسرى - كما سبق في صفة الجلسة بين السجدتين في مسألة (٦٨) - واضعًا يده اليُمنى على فخذه الأيمن، باسطًا ذراعيه على طول فخذه، ويقبض خنصر يده اليُمنى والبنصر منها، ويُحلِّق الوسطى مع الإبهام ويجعلهما كحلقة، ويترك إصبعه السبابة متوجهًا إلى القبلة؛ ليُشير به عند التشهد بدون تحريك، ويُشير به - أيضًا - عند ذكر الله تعالى أثناء صلاته، أما يده اليُسرى فيضعها على فخذه الأيسر ممدودة مبسوطة، ويضم أصابعها؛ للإجماع؛ حيث أجمع العلماء على أنه يجلس للتشهد الأول، ومستنده: السنة الفعلية؛ حيث إنه كان يفعل ذلك، وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" فإن قلتَ: لِمَ شُرعت تلك الصفة في الجلسة؟ قلتُ: لأن هذه الصفة هي أعلى مراتب الرغبة والرهبة والتذلل والخشوع، وأكمل صفات الاعتذار لله تعالى؛ لكونه جاثيًا على ركبتيه أمام خالقه، فإن قلتَ: لِمَ خُصِّصت اليُمنى بتلك الأفعال؟ قلتُ: لكون اليمين تُقدَّم للأفعال الشريفة - كما سبق -، فإن قلتَ: لِمَ خُصَّ إصبع السبَّابة للإشارة عند التشهد، ولِمَ سُمي بهذا الاسم؟ قلتُ: لأن هذا الإصبع أقوى الأصابع في الإشارة؛ لكونه متصلًا بعروق القلب مباشرة - كما قيل -، فتكون الإشارة به سببًا لحضور القلب، فيكون في ذلك توحيد الله باطنًا وظاهرًا، وسُمي بالسبابة؛ لأنه يُشار به عند السَّبِّ والمخاصمة، فإن قلتَ: =

<<  <  ج: ص:  >  >>