(وصلى الله) قال الأزهري: معنى "الصلاة" من الله تعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: التضرع والدعاء (وسلَّم) من السلام، بمعنى: التحية، أو السلامة من النقائص والرذائل، أو الأمان، والصلاة عليه ﷺ مُستحبة تتأكد يوم الجمعة وليلتها، وكذا كلَّما ذُكر اسمه، وقيل بوجوبها إذًا، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وروي: "من صلى عليَّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب"(٦)، وأتى بـ "الحَمْد" بالجملة
= ولكن مصلحتهم اقتضت حمده سبحانه، فإن قلتَ: إذا كان الأمر كذلك فلِمَ ذكر هذا هنا؟ قلتُ: للرَّد على من زعم أنه سبحانه لا يحمد إلا إذا اتصف بالرحمة أو الخلق أو نحوهما، لذا قرَّر أهل السنة والجماعة: وجوب حمد المسلم لربه في جميع الأحوال، فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وما يصيب المسلم من مصائب في الظاهر فقط، وهي مصالح، ولكن العبد عجز أن يُدرك تلك المصالح، فيجب أن يحمد المسلم الله على كل شيء، وسيجد الخير بين يديه وهذا التقرير يكون صحيحًا على اختلاف إعراب "حمدًا" و "أفضل" و "ما" كما ذكر المصنف.
(٦) مسألة: يُستحب للمصنفين وغيرهم ممن يبدأون أعمالًا: أن يُصلُّوا على النبي ويُسلموا عليه قائلين: "وصلى الله وسلم على نبينا محمد" -وذلك بعد البسملة والحمدله- وأن يفعلوا ذلك في كل وقت لكن تتأكد هذه الصلاة والسلام عليه في أوقات ثلاثة هي:"يوم الجمعة" و "ليلة الجمعة" و "كلما ذكر اسم النبي ﷺ"، وتجب الصلاة عليه مرة واحدة في العمر؛ لقاعدتين: الأولى: الكتاب؛ حيث قال تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وهذا أمر بالصلاة على النبي، وهو مطلق، فيقتضي الوجوب، ولا يقتضي التكرار فتكفي المرة الواحدة. الثانية: السنة القولية: وهي من وجوه: أولها: قوله ﷺ: "من =