إشارة إلى أنه كما يُحمد لصفاته يُحمد لذاته، ولئلا يُتوهَّم اختصاص استحقاقه الحمد بذلك الوصف دون غيره (حمدًا) مفعول مطلق، مُبيِّن لنوع الحمد؛ لوصفه بقوله:(لا يَنْقَد) بالدال المهملة وفتح الفاء: ماضيه: نَفِدَ بكسرها أي: لا يفرغ (أفضل ما ينبغي) أي: يُطلب (أن يُحمد) أي: يُثنى عليه ويوصف، و "أفضل" منصوب على أنه بدل من "حمدًا" أو صفته، أو حال منه، و "ما" موصول اسمي، أو نكرة موصوفة، أي: أفضل الحَمْد الذي ينبغي، أو أفضل حَمْدٍ ينبغي حمده به (٥)
= ألفاظًا دالة على اتصافه بصفات الجلال، كقول المكلَّف:"أحمد الله الذي لا إله إلا هو"، ويكون بالجوارح، وهو: أن يأتي بأفعال دالة على ذلك كالتصدُّق، وعمل نوافل وطاعات، وهذا تعريف "الحمد" اصطلاحًا، ويمكن أن يُعرَّف "الشكر" به لغة، أمَّا "الشكر" فهو: ثناءٌ على الله بسبب إنعامه على الحامد فقط: من سَمْعٍ وبَصَر، وغِنى، وصحة ونحوها، لذلك قال تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فيكون -بناء على ما سبق-: "الحمد" أعم من "الشكر" حيث يكون "الحمد" مع الإنعام عليك وعدمه، أمَّا "الشكر" فلا يكون إلا مع ما أنعم الله عليك فقط، وقد أطال ابن القيم في "مدارج السالكين"(٢/ ٢٤٦) والتفتازاني في "شرح التلخيص"(٣٢١) الكلام عن ذلك.
(٥) مسألة: قُرن "الحمد" بلفظ الجلالة -وهو:"الله"- حيث يُقال دائما "الحمد لله" ولا يُقرن بغير ذلك الاسم فلا يُقال: "الحمدُ للرحمن" أو "الحمدُ للخالق" ونحو ذلك؛ للتلازم؛ حيث إن "الله" أخصُّ أسماء الله تعالى، وهُو الاسم الأعظم من أسمائه؛ لعدم مشاركة غيره له فيه وأن الحمد لذاته سبحانه مستمر له لا ينقطع؛ لعدم انقطاع نعمه وأفضاله التي لا تنْفَد ولا تفرغ فلزم من ذلك إلصاق وقرن الحمد بأخص أسمائه وهو:"الله" فإن قلتَ: لِمَ ورد هذا؟ قلتُ: لأجل أن يعتقد المكلَّف: أن الله تعالى محمود قبل حمد الخلق له، وليس بحاجة إلى حمدهم، =