الوصف بالجميل، أو كل فرد منه مملوك أو مستحق للمعبود بالحق المتَّصف بكل كمال على الكمال، و "الحمد": الثناء بالصفات الجميلة، والأفعال الحسنة: سواء كان في مقابلة نعمة أم لا، وفي الاصطلاح: فعل يُنبيء عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا على الحامد أو غيره، و "الشكر" لغة: هو الحمد اصطلاحًا، واصطلاحًا: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه لما خُلِق لأجله، قال الله تعالى ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (٤)، وآثر لفظة الجلالة دون باقي الأسماء كالرحمن والخالق؛
= ولذلك تجد لفظ "الرحمن" لا يُثنَّى ولا يُجمع، بخلاف "الرحيم". تنبيه: استدلال المصنف بما روي عنه ﷺ أنه قال: "كلُّ أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله" وفي رواية: "بالحمد الله" لا يصح؛ لأن الحديث ضعيف، وقد أطال الألباني في بيان ضعفهما في الإرواء (١/ ١٩ و ٢١).
(٤) مسألة: يُستحب للمصنفين وغيرهم أن يحمدوا الله -بعد البسملة- في بداية أي عمل، لقاعدتين: الأولى: الكتاب؛ حيث قال تعالى ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ وهو أمر مطلق، فيقتضي الوجوب، وصُرف عنه إلى الاستحباب بالسنة الفعلية، حيث إنه ﷺ كان لا يُداوم على الحَمْدَله في كل خطبه، الثانية: القياس، بيانه: كما أن القرآن قد ذكر فيه الحَمْدَله بعد البسملة، فكذلك غيره مثله، والجامع: أن كلًا منها كتب فيها منافع، فإن قلتَ: لِمَ استحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن في الحمد في بداية أيِّ عمل زيادة في نفع هذا العمل وبركة فيه، قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. [فرع]: يجتمع "الحمدُ" و "الشكرُ" في أنَّ كلًا منهما ثناء في مقابلة نعمة، ويفترقان: بأن "الحمد" يكون ثناء على الله تعالى بسبب كل إنعام سواء كان على الحامد أو على غيره، فهو تصرُّف مشعرٌ بتعظيم المنعم؛ لكونه منعمًا مطلقًا، وهذا يكون بالقلب وهو: اعتقاد كونه موصوفًا بالكمال على الكمال الذي هو عليه، ويكون باللسان، وهو أن يذكر =