للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الحديث أخرجه أبو داود والنسائي.

فأما أبو داود (١): فأخرجه عن إسحاق بن إسماعيل، عن سفيان بالإسناد أخصر من هذا.

وأما النسائي (٢) فأخرجه عن عمرو بن علي، عن يحيى عن ابن عجلان بالإسناد وذكر نحوه وقال في آخره: خذ ثوبك وانتهره.

"الأحراس" والحرس والحراس جمع حرسي وهم المرتبون لحفظ السلطان، فكأنه قد صار اسم جنس فنسب إليه، ولا تقل حارس إلا أن تذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس.

"وكاد": فعل يدل على المقاربة، تقول: كاد يفعل كذا يكاد كودًا ومكادة أي قارب ولم يفعل، وقد تدخل "أن" في خبرها تشبيهًا لها بعسى، تقول: كاد زيد يفعل كذا وكاد أن يفعل وهو قليل.

ومعنى قوله: "أن يفعلوا بك" أي أن يضربوك ويؤذوك، وحذف المفعول لدلالة اللفظ والحال عليه.

"والهيئة البذة": الحقيرة السيئة، وقد بذذت بعدي فأنت باذ الهيئة، وبذ الهيئة أي رث الهيئة بين البذاذة والبذوذة.

وهذا الحديث مسوق لبيان تأكيد صلاة تحية المسجد حتى والإمام يخطب، وأن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها لم يكن مرة واحدة وإنما كان متكررًا منه مرة بعد مرة، وفي ذلك من الدليل على صحة ما ذهب إليه الشافعي ما لا يخفى. والله أعلم.


(١) أبو داود (١٦٧٥).
(٢) وهم المصنف -رحمه الله- في هذا العزو، فهذا الإسناد المذكور أخرجه النسائي في سننه (٣/ ١٩٠) قال: أخبرنا عمرو بن علي: ثنا يحيى قال: حدثنا داود بن قيس، قال: حدثني عياض، عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج يوم العيد ... الحديث.
وأما حديث الباب نقد أخرجه (٣/ ١٠٦) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن ابن عجلان به.

<<  <  ج: ص:  >  >>