للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب العاشر

في الهدي

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقول: "ما استيسر الهدى بعيرًا أو بقرة".

هذا حديث الموطأ أخرجه إسنادًا ولفظًا (١).

والهدي: ما يهدى إلى البيت من النعم لينحر في الحرم، تقول: أهديت إلى البيت هديًا وهديًّا -مخففًا ومثقلًا.

وما: بمعنى الذي، تقديره: الذي استيسر من الهدى أي سهل بعير أو بقرة، وهي في موضع رفع بالابتداء، وبعيرًا وبقرة: خبره.

وقوله: "كان يقول" فيه أن هذا كان تفسيرًا منه معتادًا، لا أنه إخبار عن حال ماضيه كان قالها ثم رجع عنها.

قال الشافعي: من نذر هديًا فسمى شيئًا فعليه الذي سمى، ومن لم يسم شيئًا أو لزمه هدي ليس بجزاء من صيد فيكون عدله، فلا يجزئه من الإبل ولا البقر ولا المعز إلا ثَنىٌ فصاعدًا، ويجزئه الذكر والأنثى، ويجزئ من الضأن وحده الجزع، والوضع الذي يجب عليه فيه الحرم، ولا محل للهدي دونه إلا أن يسمي الرجل موضعًا من الأرض، أو يحصر رجل بعدو.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سعيد بن سالم القداح، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشعر في الشق الأيمن".


(١) الموطأ (١/ ٣١٠ رقم "١٦٠").

<<  <  ج: ص:  >  >>