للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

في الوقوف بعرفة

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، عن خالٍ له -إن شاء الله- يقال له: يزيد بن شيبان قال: "كنا في موقف لنا بعرفة يباعده عمرو من موقف الإِمام جدا، فأتانا ابن مربع الأنصاري، فقال له: إني رسول رسول الله إليكم، يأمركم أن تقفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -".

حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

فأما أبو داود (١): فأخرجه عن ابن نفيل، عن سفيان، عن عمرو بن دينار.

وأما الترمذي (٢) والنسائي (٣): فأخرجاه عن قتيبة، عن سفيان.

وفي الباب: عن علي وعائشة وجبير بن مطعم والشريد بن سويد الثقفي.

الموقف: يريد به مكانًا من أرض عرفة كان معروفًا بهم، وذلك أن كل قبيل من العرب كان لهم منزل بعرفة، وموضع يقفون فيه.

وقوله: "يباعده عمرو" أي يذكر أنه بعيد من موقف الإِمام جدًا يعني كثيرًا وحقيقة في البعد ليس من قبيل المقاربة والمنزل.

والمشاعر: جمع مَشْعَر وهو موضع النسك من مناسك الحج كالوقوف والطواف والحلق والرمي ونحو ذلك، وهي الشعائر أيضًا، واحدها: شعيرة، وقيل: شعارة، وكل ما جعل علمًا لطاعة الله.

وقوله: "فإنكم علي إرث من إرث أبيكم إبراهيم" يريد أن هذه المشاعر


(١) أبو داود (١٩١٩).
(٢) الترمذي (٨٨٣)، وقال: حسن صحيح.
(٣) النسائي (٥/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>