للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الرابع في وضع اليدين علي الرُّكب

لم يرد في المسند شيء في هذا المعنى، وإنما قال الربيع: قال الشافعي: قال الأعمش: عن إبراهيم، عن علقمة والأسود قالا: دخلنا على عبد الله في داره، فصلى بنا فلما ركع طبق بين كفيه فجعلهما بين فخذيه، فلما انصرف قال: كأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين فخذيه، وأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره (١).

قال الشافعي: وليسوا -يعني العراقيين- يأخذون بهذا ولا نحن.

أما نحن: فنأخذ بحديث رواه يحيى القطان، عن عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي أنه سمع في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهم أبو قتادة يقول: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع وضع يديه على ركبتيه" (٢).

وروى الربيع قال: قال الشافعي: وروى ابن علية، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "إذا ركعت فضع يدك على ركبتيك".


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٥٣٤) وقال الحازمي في الاعتبار (١٣٢،١٣١) عقب حديث ابن مسعود: "اختلف أهل العلم في هذا الباب: فذهب نفر إلى العمل بهذا الحديث، منهم: عبد الله ابن مسعود، والأسود بن يزيد، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن الأسود، وخالفهم في ذلك كافة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ورأوا أن الحديث الذي رواه ابن مسعود كان محكمًا في ابتداء الإسلام ثم نسخ، ولم يبلغ ابن مسعود نسخه، وعرف ذلك أهل المدينة فرووه وعملوا به".
(٢) أخرجه بالإسناد: البخاري في جزء رفع اليدين (٤،٣) وأبو داود (٩٦٣،٧٣٠)، والنسائي (٢/ ١٨٧، ٢١١) وغيرهم بنحوه مطولًا.، وهو في صحيح البخاري (٨٢٨) عن محمد بن عمرو به مطولًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>