للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الرابع

في القسامة

أخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره رجال (١) من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل ابن أبي حثمة ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهما فتفرقا في حوائجهما، فأتى محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قتل وطرح في فقير -أو عين- فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، فقالوا: والله ما قتلناه، فأقبل حتى قدم على قومه. فذكر ذلك لهم فأقبل هو وأخوه حويصة -وهو أكبر منه- وعبد [الرحمن] (٢) بن سهل -أخو المقتول- فذهب محيصة يتكلم وهو الذي كان بخيبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمحيصة: "كبر كبر" يريد السن, فتكلم حويصة، ثم تكلم محيصة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إما أن يدوا صاحبكم، وإما أن يؤذنوا بحرب" فكتب إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتبوا: إنا والله ما قتلناه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن "تحلفون وتستحقون دم صاحبكم"؟ قالوا: لا، قال: "فتحلف [يهود] (٣)؟ قالوا: لا، ليسوا بمسلمين. فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده فبعث إليهم بمائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار، فقال سهل: لقد ركضتني منها ناقة حمراء.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى بالإسناد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن: "تحلفون وتستحقون دم صاحبكم قالوا: لا، قال: "فتحلف يهود".

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان والثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن


(١) في الأصل [أن رجال] وزيادة [أن] مقحمة وحذفها هو الصواب كذا لفظه في الأم (٦/ ٩٠).
(٢) في الأصل [الله] والمثبت من الأم (٦/ ٩٠) وهو الصواب.
(٣) من الأم (٦/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>