للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إمامة من لا تحمد حاله]

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن نافع "أن ابن عمر [اعتزل] (١) بمنى في قتال ابن الزبير والحجاج بمنى، فصلى مع الحجاج.

"الاعتزال": الانفراد عن الجماعة والاسم العزلة.

"ومنى": لهذا الموضع المعروف يصرف ولا يصرف؛ فمن صرفه فلأنه أراد به الموضع وهو مذكر.

ومن لم يصرفه فلأنه أراد به البلدة؛ فاجتمع فيه علتان التعريف والتأنيث.

وقال (٢) الحجاج لعبد الله بن الزبير من قبل عبد الملك بن مروان، وذلك في سنة إحدى وسبعين.

والمراد: أن عبد الله بن عمر كان قد مضى حاجًّا؛ فصادف الحجاج يحارب ابن الزبير في أيام الموسم؛ فاعتزل القتال ولم يكن مع إحدى الطائفتين.

قال الشافعي: ومن صلى صلاة من بالغ مسلم يقيم الصلاة أجزأه ومن خلفه صلاتهم، وإن كان غير محمود الحال في دينه أي غاية بلغ يخالف الحمد في الدين؛ وقد صلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف من لا يحمدون فعاله من السلطان وغيره قال: وأكره إمامة [الفاسق والمظهر للبدع المبدع، ولا يعيد من ائتم بهما] (٣).

وقال مالك: لا تصح الصلاة خلف الفاسق بغير تأويل، والفاسق بتأويل يعيد


(١) ما بين المعقوفتين بالأصل [اعتمر] وهو تصحيف وجاءت بعد قليل في شرح الروايه على الجادة
وكذلك في مطبوعة السندي (٣٢٣).
(٢) كذا كان بالأصل والظاهر أنها مصحفة من [وقتال].
(٣) ما بين المعقوفتين في الأصل جاءت مكررة، لكن جاءت في سياق كلام مالك الآت عقب قوله [... والفاسق ...].

<<  <  ج: ص:  >  >>