للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرع الثالث في صلاة أشد الخوف

أخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن نافع، أن عبد اللَّه بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف؟ قال: يتقدم الإمام وطائفة، ثم قص الحديث، وقال ابن عمر في الحديث: فإن كان خوفًا أشد من ذلك، صلوا رجالًا وركبانًا، ومستقبلي القبلة وغير مستقبليها. قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد اللَّه بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.

وأخبرنا الشافعي بالإسناد: عن ابن عمر -أراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -- فذكر صلاة الخوف، فقال: إن كان خوفًا أشد من ذلك صلوا رجالًا وركبانًا، مستقبلي القبلة وغير ومستقبليها.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا رجل، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل معناه لم يشك فيه، وأنه مرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أخرج الشافعي الرواية الأولى في كتاب "استقبال القبلة" (١) والرواية الثانية والثالثة في كتاب "الرسالة" (٢).

وقد روى الربيع الرواية الثالثة في غير المسألة عن الشافعي، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، فسمى الرجل الذي لم يسمه في المسند (٣).

وهذا الحديث طرف من حديث صحيح، قد أخرجه الجماعة بطوله، وسيرد ذكر طرقه في صلاة الخوف، عند ذكر الشافعي هذا الحديث بطوله، وإنما ذكر منه في هذا الموضع هذا الطرف، ليستدل به على أن شدة الخوف


(١) الأم (١/ ٩٦).
(٢) الرسالة (٥١٣، ٥١٤).
(٣) أخرجها في الأم (١/ ٢٢٢) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل أو عبد اللَّه بن نافع، عن ابن أبي ذئب فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>