للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

في تقبيل الحجر ومسح الأركان

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سعيد، عن ابن جريج، عن ابن جعفر قال: "رأيت ابن عباس يوم التروية مُسَبِّدًا رأسه، فقبَّل الركن ثم سجد عليه ثم قبَّله، ثم سجد عليه ثلاث مرات".

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر قال: "رأيت ابن عباس أتى الركن الأسود مُسَبِّدًا، فقبله ثم سجد عليه ثم قبَّله، ثم سجد عليه ثم قبَّله، ثم سجد عليه".

يوم التروية. هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون من الماء بعده، وذلك أن منى لا ماء بها فيرتوون من الماء ويأخذونه معهم؛ ويتوجهون إليها وقد تزودوا من الماء. يقال: رويت لأهلي وعلى أهلي إذا أتيتهم بالماء، ورويت أروي وارتويت وتروِّيت كله بمعنى.

وقال ابن السكيت: رويت القوم أرويهم إذا استقيت لهم الماء فالتروية تفعلة من ذلك.

والتسبيد في اللغة: هو استئصال شعر الرأس، والتسبيد أيضًا ترك الادِّهان.

قال الجوهري: وفي الحديث قدم ابن عباس مكة مسبِّدًا رأسه هكذا، قال: فيدل أنه أراد به ترك الادهان. -والله أعلم- لأن الطائف إنما يطوف بالبيت قبل الحلق لا سيما طواف القدوم فإن أراد به طواف الإفاضة فذاك إنما يكون بعد الحلق، هذا في الحج فأما في العمرة فكلا الأمرين جائز.

قال الأزهري: وذكر هذا الحديث عن ابن عباس، فقال: التسبيد ها هنا ترك الادهان والغسل، وأراد بالسجود عليه ترك وجهه على الحجر كما يضعه الساجد على الأرض، لا أنه صار على الحجر كهيئة الساجد فإن ذلك متعذر

<<  <  ج: ص:  >  >>